الأشراف والأطراف

mainThumb

21-03-2021 08:06 PM

مثل قيل: لا تزال الأشراف تبتلى بالأطراف، 
أي الرجل الوضيع أو الساقط يتطاول بكلامه على الرجال العظماء، يظن نفسه أنه مثلهم أو خيراً منهم جهلاً منه وحمقا وسفها .
 
رحيل الشيخ محمد علي الصابوني عن الدنيا ألهج الألسنة بالترحم عليه والدعاء له، ويكفيه ذكراً عطراً تفسيره لكلام رب العالمين، ذلك التفسير الذي لم تكد تخلو منه مكتبة، فأثار هذا الثناء والترحم على الشيخ حفيظة الأطراف، الذين لا يحلو لهم العيش إلا في النتن، " كالجُعل" الذي يدفع النتن بأنفه، فشكَّل من نفسه قاضياً وحكماً، وأصدر فتواه بتكفير كل من ترحم على الشيخ، لا على الشيخ وحده، ونعتهم بأنهم: أشاعرة، جهميون، ضالون، كفرة...
 
وهذا يذكرني بكلام النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم واصفاً شرار خلق الله : جاء في  صحيح مسلم (2/ 750) عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي - أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي - قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَلَاقِيمَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ» . فخروجهم من الدين بسرعة السهم لأنهم يكفِّرون المسلمين، ولا أسهل من تكفير المسلمين على ألسنتهم، فهؤلاء الخوارج كبيرهم وصغيرهم، جاهلهم وعالمهم، لا ينفكون عن تكفير سواد المسلمين المنعوتين بالأشاعرة .
 
وأما أنهم لا يعودون فيه، أي أنهم لا يعودون إلى الإسلام بعد خروجهم منه ، لأنهم لا يتركون عقيدة تكفير الموحدين، روى مالك في الموطأ (2/ 984) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا» .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد