لغتنا العربية أصالة تتجدد

mainThumb

28-12-2021 10:47 PM

 هي من أجمل اللغات وأكثرها ثراءا وتنوعا في اللفظ والمعنى. اللغة العربية كانت ومازالت لغة حية متجددة تحكي حضارة ونهضة يشار إليها بالبنان، فكثيرة هي اللغات التي اندثرت ولم تستطع أن تحافظ على ألقها ورونقها فانكفأت على نفسها وخبت لافتقاد المعين الذي يعينها على البقاء، فالافراد الذين كانوا يتحدثون تلك اللغة لم يعودا موجودين إما لكارثة طبيعية كالوباء أو حرب طاحنة أتت عليهم جميعاً ولم تبق أحدا منهم، أو لأنها لغة ضعيفة لم تتمكن من الصمود في وجه التغيرات التي طرأت على ثقافات المجتمعات على مر العصور.

إلا اللغة العربية التي يعتبرها الملايين في الوطن العربي اللغة الرسمية لهم "اللغة الأم"، واجهت اللغة العربية مثلها مثل باقي اللغات الكثير من التحديات واخطرها الحروب التي شنت على البلاد الناطقة بها، والاستعمار الذي حاول بشتى الطرق محو اللغة  العربية واستبدالها بلغته، وآخرها العولمة بشكل أو بآخر تجمل اللغات الأخرى على حساب اللغة العربية باعتبارها لغة الحضارة والرقي" الاتيكيت". لكن المدافعون عن اللغة العربية وقفوا بقوة ولازالوا أمام أي محاولة للنيل من اللغة العربية وتهميشها تمهيداً للقضاء عليها واحلال لغة مسخ مشوة ركيكة في أساسها.
اللغة العربية لغة غنية في محتواها والفاظها وكيف لا وهي لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه من أن يشوبه أي تغيير أو تبديل، ففي مصطلحاتها ومفرداتها سمات لا تشاركها فيها أي لغة أخرى، ولا يضاهيها في تنوعها وروعة معناها أي لغة سواء القديمة أو الحديثة منها. هي كاللؤلؤة التي يبحث عنها اللغوي والأديب في بحر واسع من الألفاظ والمعاني والعبارات، فمن ألم بها تعلق بروعتها ونقاء محتواها وصفاء تفاصيلها ونبذها للشوائب والمفردات الشاذة والدخيلة كالغربال الذي يفصل بين الحسن والرديء، لأنها لغة الثقافة العربية.
لا غرو أن اللغة العربية تتربع على عرش جميع اللغات التي قاومت العثرات والعقبات التي وقفت في وجهها ازمان وازمان...حتى أن هناك لغات اخذت الكثير من مفرادتها وطوعاتها لصالحها واضافتها إلى قاموس المعاني، وهذا إن دل فإنما يدل على متانة اللغة العربية وصمودها بالرغم من المخاطر التي تعرضت لها، وقفت شامخة واستمرت. 
في فترة ما كان يتعمد تجاهل اللغة العربية وعدم إدراجها ضمن اللغات المعتمدة في الاحتفالات العالمية والمؤتمرات الدولية، استصغارا لقيمتها المعنوية والأدبية، أما الآن فقد أدركت المجتمعات عظم أهمية اللغة العربية ومكانتها بين اللغات، باعتبارها لغة أصيلة أو بالأحرى لغة الحضارة الإسلامية التي امتدت من الشرق إلى الغرب في أطول حصارة عرفتها البشرية، كان جوهر علومها وآدابها وفنونها اللغة العربية.
الأجدر بنا أن نفخر بأننا عرب ننطق اللغة العربية فنحافظ عليها ونرد لها قيمتها ونعتمدها بشقيها القرائي والكتابي في كل مجالات حياتنا العلمية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد