صحيفة السوسنة الأردنية

تناقلت الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي أسباب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في شهررمضان المبارك ، وأن الموضوع ليس بسبب الحرب التي فرض على روسيا العظمى خوضها دفاعا عن نفسها وشعبها ؛ ولكن بسبب جشع وطمع حيتان وقطط سمان لا تشبع .

وهذا الارتفاع لم يستفيد منه المزارع الأردني الكادح من صغار المزارعين الذين تعرضوا لأبشع أنواع الاستغلال وكأن هناك من يتآمر على القطاع الزراعي ، عندما وصل مثلا كيلو البندورة في وقت مضى قبل رمضان  أقل من عشرة قروش ، وأذكر بأنني شخصيا كتبت أكثر من مرة حول تلك الجريمة بحق المزارعين والزراعة في الأردن .

ورفع الأسعار اليوم خاصة للخضار والفواكه لم يستفيد منها صغار المزارعين بل هي لعبة حيتان السوق وقططه السمان حيث أرادوا تصدير الكثير من الخضار والفواكه للخارج .

ولو كان هناك حساب للداخل أي المواطن ما ارتكب هؤلاء تلك الجريمة برفع الأسعار إلى هذا المستوى .

والمعروف لدى كل دول العالم أن الصادرات تكون هي التي تزيد عن حاجة السوق المحلي وبالتالي يجري تصديرها للخارج ، كونها زيادة عن الحاجة .

لكن أن يتم تصدير السلع الأساسية للخارج وزيادة سعرها أضعاف مضاعفة ليس لصالح وطن ولا مواطن ولكن لصالح الحيتان والقطط السمان ، فهذه جريمة لا تغفر حيث ثروات الوطن وجهد صغار المزارعين واستغلال المستهلك بكل أسف يذهب لرفاهية هؤلاء الحيتان .

وإذا صح ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي وبعض مصادر الإعلام خاصة بالخارج عن غلاء الأسعار بسبب التصدير فان ذلك مأساة ، ويعطي مصداقية لتلك الأقاويل خاصة في ظل صمت الحكومة .

فهل الحرب على المشروع الأمريكي في أوكرانيا يقابله الحرب على المواطن الأردني بلقمة عيشه .

هل تعرف الحكومة شيء عن رفع الأسعار من أصحاب المصالح منذ بدء الحرب على المشروع الأمريكي في أوكرانيا ؟؟؟

الحكومة تصدر قراراتها بتخفيض الأسعار هذا ما نراه إعلاميا ولكن وكأنها قرارات غير ملزمة أو الضحك على الذقون .

فماذا لو فعلت قراراتها لمحاسبة حيتان رفع الأسعار .

كما فعلت أوامر دفاعها بخصوص جائحة كورونا والتنكيل بالمواطنين بحجة مخالفة أمر دفاع .

الحكومة ربما لا تعلم أو لا تريد أن تعلم أن كل السلع تم رفعها تقريبا وصوتها النشاز لا أحد يصدقه أو يسمعه عندما تطالب بخفض الأسعار أو تحديد سعر بعضها .

وهناك فئة من الحيتان والقطط السمان لحرق المواطن في سبيل مصالحها .

كما أن هناك مزارع فوق القانون لا تصدر إلا للخارج فقط ولمصلحة فئة من التجار وممن أصبحوا سماسرة ، خاصة بعد تحالف السلطة ورأس المال .

احذروا غضب الشعب فهو حليم ولكن قد يحرق الأخضر واليابس في أي لحظة ، عندما تصل الأمور إلى لقمة العش .

ولا عزاء للصامتين .