الفقراء الاكثر سعادة

mainThumb

16-04-2022 03:49 PM

 في جولة ربيعية في ربوع الاغوار الشمالية  ومنطقة الشعلة وام قيس  الى  العدسية في اقصى الشمال حتى منطقة وادي الريان ،ومرورا بسد زقلاب وطبق فحل, وفي منعطف الطريق الى السد لفت نظري رجل اعتقد انه في الخمسينيات من العمر يجلس مع مجموعة من جيرانه او ضيوفه  على كراسي بلاستيك ,ويتابط الارجليه التي يتناوبها  مع  الجميع ممن يجلسون معه وفي منتهى الود والسعادة  ، ومع كل هذه البساطة في المظهر سواء للبيت اوالاثاث وابريق الشاي الذي يعلوه بعض الشحبار من نار الحطب او من بابور الكاز لا ادري ،  والكاسات بالوان واحجام مختلفة ترى الاستبشار والرضى على وجوه الرفاق ، وتوقفت بفضول لاني لاحظت انهم في قمة السعادة وانا اكثر منهم سعادة لسعادتهم وهم يمثلوني  ،وافتعلت بعض الاسئلة عن المنطقة والطريق المؤدي الى وادي زقلاب كمدخل للحديث ،وخاصة انهم على الشارع مباشرة وتستطيع ان تسلم عليهم بالايادي وانت في الطريق دون خطوة واحدة  ، ومع الحوار العفوي وجدت الدفىء والبساطة والسعادة تعبر عن نفسها من لغة الجسد وتقاطيع الوجه والابتسامات التي تخرج  من داخل القلب والوجدان .وكانهم يملكون الدنيا وما عليها ،  ولبدء اقتراب  موسم الحر ،لاحظت مروحة مكسورة وتقف على قدم واحدة  ومربوطة بحيل ليف تستعد لموسم الصيف ،وفي المقابل دخلت بيوتا فيها  كل وسائل الرفاهية العصرية من التكييف والتدفئة والاثاث الفاخر ولوحات دافنشي وبيكاسو تعلو الجدران وتفاصيل اخرى لا اقوى على وصفهاولا اعرفها اصلا ، ًولكنني لم ارى الوجوه التي رايتها  في زوايا الطريق الى زقلاب ولم اشعر بانهم سعداء ،لانهم لا ينامون من القلق على الاسهم والبورصة والرتب والدرجات ،واحسست  انهم يخافون من الغد ويخشون من الفقر رغم انهم يملكون الملايين ،فقررت ان لا اعود الى مثل هذه الجلسات البرجوازية المخيفة ، وان التحق بربعي السعداء كالذين  حاورتهم في زقلاب  لاني اشعر معهم بالراحة والسكينة ، ولانهم  يجلسون ويتسامرون بهدوء دون قلق او خوف على شيء او من شيء ، وتقبل الله طاعاتكم في هذا الشهر الفضيل ؟؟؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد