يوم النصر على النازية (День Победы)

mainThumb

08-05-2022 11:28 PM

          في التاسع من مايو (ايار )في كل عام يحتفل الروس والسوفييت سابقا منذ عام 1945 بيوم النصر على النازية، وقد دفع الاتحاد  السوفياتي ثمنا باهظا لهذا النصر، حيث مات في تلك  الحرب العالمية منهم ما يقارب  ربع عدد سكان الاتحاد السوفياتي وبلغوا في حدود الثلاثين مليونا ممن قضوا في تلك الحرب ،ووثقها الادباء والشعراء والفنانون  كل في مجاله بقصص وروايات وافلام تخلد ذكرى الانتصار على النازية في حرب عالمية استمرت ست سنوات دمرت اوروبا بالكامل ،وانقسم العالم بعدها الى معسكرين ؛الغربي بقيادة الولايات المتحدة والشرقي بقيادة الإتحاد السوفياتي، ؛وظهر ذلك في مؤتمر يالطا عام 1945،عندما وضع الزعيم السوفياتي ستالين مسطرته على خريطة العالم  ليقتسم مع الحلفاء ثمن الانتصار .

ولكن المواطنون العاديون الذين خاضوا الحرب الطويلة المدمرة ،اصبح لديهم طقوسا سنوية تتمثل في التجمع في الساحات والحدائق العامة في المدن الكبرى في عموم الاتحاد السوفياتي وروسيا هذه الايام في يوم النصر ، حيث يظهر المحاربون القدماء (ветераны войни )بزيهم الذي لا زالوا يحتفظون بهم منذ  ايام الحرب ،ويبحثون عن ما بقي على قيد الحياة من زملاء لهم كانوا سويا  في  الكتائب والفرق العسكرية والروايات  ،ويروون القصص والحكايات التي شهدوها للاجيال، وتراهم في منتهى السعادة رغم مرارة المشهد لان النصر يطغى على التضحيات والمعاناة ،وقد شهدنا نساء في متوسط العمر يحملن  قطعا من الورق المقوى (كرتون )يبحثن بالسوال لبقايا المحاربين  عن من  يعرف شيئًا عن الآباء الذين فقدوا في معارك ستالينغراد او في حصار لينينغراد او في معارك بيت بافلوف(. дом Павлова  )او في معركة تحرير براغ او وارسو في طريقهم لرفع علم الاتحاد السوفياتي على مبنى الرايخ الالماني في برلين في سباق  مع الاخوة في الحلف ضد النازية والاعداء بعد انتهاء الحرب من الغرب ،والذي رفعه جندي سوفييتي في يوم النصر ،ولا ادري هل لا زال من المحاربين القدماء  من هم على قيد الحياة  ولديهم  القدرة على حمل النياشين اوسرد الذكريات  ،وقد كان لي الشرف ان التقى ببعضهم في حديقة الثقافة في موسكو ،(Парк Культу́ры  )وموثقة بالصورة والتي تعود الى عام 1983وبرفقة الاخ والصديق العزيز الدكتور عبد الوهاب الجبوري وزوجته الروسية بطلة السباحة لودميلا (ام علي)امد الله في عمرهما ومتعهم الباري عز وجل بالصحة والعافية ،وفي نهاية المطاف فان النصر على العدو في كل الازمان والمواقع  يسمو ويعلو فوق  كل المآسي والتضحيات .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد