زوجة مرسي الفاضلة .. مصطفى السعيد

mainThumb

28-06-2022 04:23 PM

   وجاء يوم استلام بيانات الراتب الشهري، تسلم مرسي مغلفا ففضّه  فوجد ان هناك مبلغا كبيرا قد خصم من راتبه!

 وبعد التدقيق وجد ان مطعم الشركة كان السبب . في المساء ذهب الى المطعم وطلب بيانات الوجبات التي تناولها، فوجد انه قد سُجِّل عليه كمية من المشروبات الروحية، فاستشاط غاضبا طالبا مقابلة المشرف على المطعم . وعندما أكّد لمدير المطعم الذي كان "خواجا" من جنسية غربية،  اكد له انه مسلم متشدد لا يشرب الخمر ولا حتى يدخن! طلب المشرف فواتير الوجبات حتى يتأكد من صحتها، فقد جرت العادة أن يوقع الموظف فاتورة عند تناوله كل وجبه، ووجد في عدد من الفواتير كميات من زجاجات الخمر قد تناولها.
 فقال له المشرف: انظر هذه الفواتير وهذه تواقيعك عليها! دقق مرسي في التواقيع لكن قال:صحيح هذ الفواتير خاصة بالمطعم ، لكن الرقم الوظيفي هو رقمي أما التواقيع فليست  تواقيعي . نحن في الدائرة نعرف ارقام بعض لكن لا نعرف تواقيع بعضنا ـ وانا لا اتناول المسكرات ابدا – سأرفع القضية الى دائرة المباحث وأرفع قضية على المطعم.
 وفي اليوم التالي: ذهب مرسي الى مدير دائرته واخبره بالواقعة واستأذنه  في الذهاب الى مباحث الأمن  فقال له مدير الدائرة لا داعي لنقل الأمر الى قسم الشرطة الحكومي فلدى الشركة قسم مختص بالتحقيقات الجنائية والأمنية في الشركة  .  تشكلت لجنة امنية وفي جلسة ضمت اثنين من قسم  التحقيق ومدير المطعم ومشرف قاعة تناول الطعام  ومرسي:
 اكد مرسي انه لا يتعاطى أي نوع من الكحول واتضح انه يجهل أسماء انواع الخمور واكد انه لا يرتاد المطعم في نهايات الأسابيع فقد اعتاد ان يحضّر طعامه في بيته او مع زملاءه في رحلات جماعية ، لكن احد المحققين سأله ان كان قد تناول طعامه في آخر الشهر الماضي في المطعم ، فقال مرسي انه لم يكن  في مقر الشركة وانه كان  في رحلة عُمْرَه  أي انه قد غادر البلاد عن طريق المطار  وجواز سفره دليل قاطع على ذلك! طلب جواز السفر  ،   وتم التأكد من صحة كلامه!
 اعتذر مشرف المطعم بعد ان ثبت ان مرسي لم يتناول أي مشروبات كحولية في ذاك المطعم أو غيره! 
كان الاشاعات حول  مرسى  تسري سريان النار في الهشيم في كل دوائر الشركة وانتشرت النكات والفكهات المتعلقة بدقن مرسي الطويلة فلم يكن احد يصدق انه بريء من تهمة تناول المسكرات لكن الاشاعة تسري سريان النار في الهشيم رغم نفي  مكتب المحقق   تهمة تناول المسكرات عن مرسي !
 وفي صباح يوم طلب من مرسي ان يذهب الى دائرة التحقيقات في قسم الشرطة  لأمر هام .
 ادخل مرسي الى مكتب محقق  وبعد الإجابة على بضعة أسئلة  متعلقة بصديق له يعمل في قسم هندسة الشركة ،  ناوله المحقق مغلفاً  وطلب منه ان يقرأ رسالة من صديقه الذي وجد منتحرا على شاطئ البحر الخاص بالشركة:
 جاء في الرسالة ما يلي:
صديقي وأخي مرسي 
تحية طيبة وبعد:
 قد تصلك رسالتي هذه وانا في ذمة الله، لكن أرجو ن تسامحني على  الضرر وتشويه سمعتك  فانا الذي تناولت المسكرات  وانتحلت توقيعك في المطعم  وارجو المسامحة يا أخي لأني  واقع تحت ظروف نفسية  بسبب ما أجد واعاني ، انا قررت وضع حد لحياتي حتى اتخلص من المعاناة والشعور بالذل والانكسار  وذلك بسبب الغدر الذي لحق بي   ممن وضعت ثقتي بهم واحببتهم من كل قلبي , والخداع الذي عشته  عبر ثلاثين عاما. لقد عشت دائما في جد واجتهاد كي أوفر حياة كريمة لمن كنت أظن انهم اسرتي – زوجتي وابنائي الأربعة ’ وكرّست لهم حياتي لكني اكتشفت انهم عدو لي كما قال الله تعالى !
لقد اكتشفت ان الأبناء الأربعة لا يَمِتون لي بصلة: فقد انتوت زوجتي الحج لكنها ارسلت لي رسالة تطلب فيها مني المسامحة على ما ارتكبت في حقي من جرائم ، وارسلت لي معترفة بكل ما ارتكبته من زنى تحت ستار ثوب من التقوى ، لقد اتضح لي اني كنت اعمل بجد ونشاط لتربية أبناء غيري ،    وقد أرسلت تطلب مني أن  اسامحها على ما فعلت  من جرائم نكراء ،  قالت لي انها ذهبت الى طبيب نفسي وعالجها  وهي الان تريد التوبة والحج وانها سوف تمضي في طرق التوبة والنقاء ،    فقد كانت تستغل سفراتي وغيابي الطويل وتذهب في نهاية الاسبوع الى بيت اخيها حيث كانت تلتقي اخ زوجة اخيها هناك! طبعا في غياب المغفل اخيها! وقد اغوت زوجة اخيها  كي تمارس الزنى مع صديقها وذلك حت تضمن سكوت زوجة اخيها!
 وحتى تكسب ثقتي اعترفت لي انها كانت على علاقة بشخص ما قبل الزواج  وانها لا تريده وليس لها علاقة به ابدا فصدقتها ، لم اكن اعلم ان هدفها ان اصب اهتمامي على ذلك الشخص واحذره دائما  ، وان اثق بمن تثق بهمم ، وفعلا كان ،فقد كنت انظر الى  ذلك الشخص بعين الريبة والشك
 وفي السنة التي احضرتها لتعيش معي في احدى المدن الكبيرة   حملت سفاحا من قريب لي     انجبت ولدا ثالثا  يكاد ان يكون نسخة بالكربون من قريبٍ وثقت به وكنت أوصيه ان يعتني بأسرتي في غيابي في مهمات تدوم اياما بعيدا عن المدينة  فكان يذهب بحجة الاطمئنان على اسرتي لكنه كان يستغل  علاقة القربي بي فكانت ثقتي به عمياء حتى أنه  قبل موته بفترة توسط لدي كي يجعلها تحضر حفل زفاف ابن قريبة لها ، فسمحت لها بعد  ان اكد لي انه سوف ياخذها معه بسيارته  ويعيدها ، لكنه  سرح بها وقضى وطره منها ثم حتى يثبت انها حضرت الزفاف اخذها في اخر نصف ساعة حيث شاهدها الناس هناك ثم اعادها للبيت بعد منتصف الليل بحجة انه اخذها لتزور زوجته المريضة في مستشفى خاص لكنه.... و! وهي الان تريدني ان اسامحها .... لكن ما يؤلمني اني قد ادركت بعد هذا العمر الطويل  من الخداع  اني عشت مخدوعا لم اكن اعرف ما يدور من حولي ولم ادرك ان كثيرا من المياه قد جرت من تحت الجسر في هذا العمر، لذا قررت ان أكون شجاعا  واتخلص من حياتي فسامحني يا صديقي   وان تمكنت من الاحتفاظ بهذه الرسالة  خبر زوجتي "الحاجة التقية النقية الطاهرة " اني لم اسامحها بل سنلتقي بين يدي الله يوم الفصل وان تمكنت من نشر حكايتي في صحف العالم  فلك ذلك حتى يدرك الناس  مدى  فداحة ذنوبهم!
 اسال الله ان يخفف عني ... وانا الان اتجه الى شاطئ الشركة كي اتخلص من جسديي هناك
 انهمرت الدموع من عيني مرسي وطلب من المحقق ان يعطيه نسخة من رسالة صديقه عله يريها لزوجة مرسي الفاضلة!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد