الإنسان هو الإنسان

mainThumb

21-07-2022 03:55 PM

لقد ذكرنا سابقا في مقالات عديدة لنا ان الله اول ما خلق من خلقه هم الملائكة وخلقهم من نور وبعقل دون غريزة (لا يتكاثرون). ثم خلق الله الجن من نار وبعقل وغريزة (يتكاثرون)، ثم خلق بقية خلقه من دواب وطير... إلخ، بغريزة دون عقل (يتكاثرون).
وبعد ذلك خلق آدم عليه السلام وزوجه من نفسه (نفس واحدة) ليكون آدم خليفته في الأرض وخلق آدم بعقل راقي جدا ليستخدمه في جميع أمور حياته منطقيا وبحكمة وخلقه بغريزة ايضا لحفظ نوعه، وبنفس. وهذه النفس هي التي ستكون سببا في شقائه أو سعادته في الدارين. وحدد الله نفسيات بني آدم في كتابه العزيز القرآن الكريم بثلاثة أنواع، هي: الأمارة بالسوء (يوسف: 53) التي تامر صاحبها إذا لم يستطع التحكم في رغباتها وشهواتها بالشر له ولغيره من مخلوقات الله، فتكون سببا في شقائه في الدارين أو تأنره بالخير فستكون سببا في سعادته في الدارين. بإختصار إذا تغلبت الغريزة بشهواتها ورغباتها على العقل عند الإنسان أصبح يتصرف كالحيوان ياتمر بغريزته وشهواته وبدون عقل والعكس صحيح اي إذا تغلب العقل عند الإنسان على الغريزة وتحكم بها بعقلانية ومنطقية كما أمر الله عباده في رسالاته السابقة لديانة الإسلام وفي القرآن الكريم أصبح الإنسان في تصرفاته كالملائكة.

فبعد هذه المقدمة، ننتقل إلى التأثيرات العائلية اولا على الإنسان (الأطفال بالخصوص)، فإن كان ابواه يعتنقان الرسالة اليهودية يهودانه وإن كانا يعتنقان الرسالة االنصرانية ينصرانه وإن كانا يعتنقان الديانة الإسلامية يجعلانه مسلما. اي ينشأ بعادات وتقاليد ابويه ومن ثم عادات وتقاليد المجتمع المحيط به ثانيا. ولكن لا ننسى أن هناك ثالثا عوامل وراثية يرثها الطفل من أبويه أو اجداده وكما يقول علماء الننفس أن الطفل يرث من خامس جد. نعم، كلنا من آدم وزوجه ولكن الله جعل ذريتهما شعوبا وقبائل للتعارف ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 13). وجعل الله بنو آدم يتكلمون لغات مختلفة ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22))، أي بني آدم مختلفين من حيث اللون واللسان والعرق. ولكن لا ننسى لغة العيون وتقاطيع الوجه والجسم التي يمكن أن يفهمها جميع خلق الله بغض النظر عن اللون واللغة، والمعتقد والنشاة وهذه اللغة اسمها اللغة الإنسانية لجميع خلق الله في جميع بقاع ملكه. فمثلا لو كنت عربيا وتعرف اللغة العربية فقط وذهبت لزيارة قريب لك في ألمانيا وخرجت للمشي وقابلت اي شخص ألماني وإبتسمت له يبتسم لك ولو أشرت للشخص بيدك سيشير لك بيده... إلخ. أي تفهمون على بعض البعض نوعا ما فلنركز على تنمية هذه اللغة بشكل كبير مثل لغة الصم والبكم حتى يتم التفاهم بين بني آدم من مختلف الألوان واللغات والمعتقدات في العالم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد