أردوغان ينقلب على اللاجئين السوريين

mainThumb

12-09-2022 05:57 AM

يواجه اللاجئون السوريون في تركيا ظروفاً صعبة منذ أشهر، وتضييق رسمي من السلطات هناك، حيث بدأت تتخذ إجراءات إدارية ضدهم، في هدف واضح لارغامهم على العودة الطوعية الى بلادهم التي نزحوا منها ابتداء من عام 2011 جراء الحرب الأهلية التي اندلعت هناك .


وبدأت تركيا اتباع سياسة غير ترحيبية باللاجئين السوريين الذي يبلغ عددهم 3 ملايين لاجئ منتشرين في المدن التركية، خاصة بعد استغلال المعارضة لورقة اللاجئين واستخدامها انتخابياً ضد الرئيس رجب طيب اردوغان الذي يخشى ان يخرج من السلطة في الانتخابات التي ستجري في العام المقبل .


استخدام المعارضة القومية موضوع اللاجئين "العرب" كــ " فزّاعة" ، بدأ يقلق الرئيس اردوغان الذي بات يفكر جديا باعادة الاتصال المباشر مع الرئيس بشار الاسد، سعياً لطي صفحة 3 ملايين لاجئ بدأ الشعب التركي يشكو من تبعاتهم على البنية التحتية، وازداد الضغط على اردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب التركي، حيث اظهر استطلاع للرأي رغبة 82% من المستطلعة آراؤهم بعودة اللاجئين الى بلادهم .


وازداد الخطاب الشعبي والنبرة المسيئة للاجئين السوريين خلال الاشهر الماضية، الامر الذي بات ينذر بوقوع مشاكل واحداث قد تستهدفهم بغية دفعهم للترحيل القصري، رغم توقيع تركيا على اتفاقيات حقوق الانسان واللاجئين التي تمنع الاعادة القسرية للاجئ، فيما لا تمانع الاعادة الطوعية، وهو ما يسعى اليه حزب العدالة والتنمية لنزع البساط من تحت المعارضة القومية، حتى لو تطلب الامر زيارة اردوغان الى دمشق واعادة العلاقات الى طبيعتها كما كانت قبل اذار 2011 .


ومنذ خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم الانتخابات المحلية في اسطنبول عام 2019، ارتفعت نبرة المعارضين لسياسة الهجرة المُرحبة باللاجئين السوريين داخل الحزب، وهو الامر الذي بدأ يظهر في الاجراءات الادارية القاسية المتخذة ضدهم، حيث تثبت اقامتهم في المدينة التي يقيمون بها، والسفر يكون بوثيقة خاصة، فيما منع ابناء السوريين القادمين من المدن التركية الى اسطنبول من الالتحاق بمدارس المدينة ..!.


كما ان اللاجئين السوريين بدأوا يواجهون هناك اجراءات سلبية خلال عملية تحديث بياناتهم السنوية، كاطالة مدة الانتظار، مما قد يدفعهم الى الابعاد الى المناطق الحدودية وهو ما بدا يشعر به اللاجئون خلال الفترة الحالية خاصة مع تصاعد التصريحات التي تصدر عن وساطة روسية للتقريب بين انقرة ودمشق، وهو ما قد يحدث في أي لحظة، فالانتخابات التركية على الابواب ولن يبق اردوغان صاحب المواقف المتقلبة، مكتوف الايدي، فهو لن يغامر بمستقبله السياسي وله كلفه الامر اعادة العلاقات مع سوريا، وهو ما قد يحدث خلال الفترة المقبلة، التي قد تصل لاسابيع او اشهر ، فلا ثوابت في الاستراتيجية السياسية التي يتبعها الرئيس التركي، فمصلحته وحزبه أولاً.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد