الافلاس الاخلاقي سبب كل شيء

mainThumb

25-09-2022 06:11 PM

لم اعتد على الكتابة بمثل هذه المواضيع ولكن ما يحدث يثير الدهشة والاهتمام، ويؤجج مشاعر الغضب والرأفة بما وصلنا اليه من تدن واضح في مستويات الالتزام الاخلاقي، لدرجة اننا وصلنا الى الافلاس الاخلاقي حيث تعد نتائجة وخيمة جداً نظرا لما ينتجه عنه من آثار سلبية يندى لها الجبين، فلم تعد مسطرة القيم الاخلاقية هي الحكم على الاقوال والافعال، بل واصبح اختراقها يوصف بالذكاء والفهلوة وانتشرت ثقافة تغذي الانحلال والابتعاد عن الاخلاق وهذا مد ثقافي خطير اذا لم نتبه له.
فالمتتبع للاحوال العامة في الاردن يجد انه لا يكاد يخلو يوم الا وتطالعنا وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي يوميا اخبار سيئة تسم البدن وتغلف الجسم والعقل بطبقات سميكة من الطاقة السلبية والتي لا تخترق، فاحيانا نمسي على خبر صاعق يفضي بوقوع عمارة راح ضحيتها العديد من الابرياء نسال الله لهم الرحمة، ويلي ذلك انباء تتحدث عن احداث تكاد تكون شبه حربية في احدى مناطق عمان واخرى اطلاق عيارات نارية وحالات طعن ويأتيك خبر لن يكن ابدا بالحسبان كوقوع جسر في احدى شوارع العاصمة!!! ولا اريد ان اطيل بالمشهد الضلالي، واتمنى ان مثل تلك الاحداث الاليمة ان تكون الاخيرة. فهل ما يحدث صدفة؟ ام له اسباب؟ بالتأكيد يوجد اسباب ومسببات اولاها واخرها الاخلاق. نعم الاخلاق. فالبعد عن الاخلاق يسبب كل شيء، والاخلاق مصدرها الدين وجميع الشرائع السماوية حثت على الخلق الحسن، والالتزام الاخلاقي وتحكيم القيم الاخلاقية قبل كل قول او فعل، فغياب التحكيم الاخلاقي يؤدي الى الخلل في الفكر والفعل والقول، فلا نستغرب حدوث مثل تلك الاحداث والتي لا تنتهي.
ونحن امام نمو احداث وظواهر مجتمعية جديدة تفتك بالمجتمع لا بد من البحث عن الجذور لاجتثاث المسببات وبالتالي اجتثاث المشكلات ومسبباتها، ولن يتم ذلك الا بغرس القيم الاخلاقية الحميدة وتغذيتها بشكل مستمر وهذه منظومة تبدأ ولا تنتهي والبيت هو الارض الخصبة لاستنباتها وتتم رعايتها الى مالا نهاية لتظهر اثارها الايجابية على المجتمع، فالام مدرسة اذا اعددتها اعدت شعبا طيب الاعراق، ولكن نحن اردنا للام ان تخرج من المنزل وتزاحم الرجال في العمل وتبتعد قدر الامكان عن منزلها واسرتها والتي تعد انبل واشرف وظيفة لها، ولا انفي اهمية المراة في العمل، فهي نصف المجتمع والعديد من الاعمال لا يصح القيام بها الا من خلال المراة، فالاسرة هي اللبنة الاساسية في بناء المجتمع التي تعد المرأة قوامها الاساس، وتلعب وزارة التربية والتعليم دورا مهما بذلك من خلال غرس القيم الاخلاقية وما تتضمنه المقررات الدراسية من قيم اخلاقية كما ويستحسن ان يتم تنمتينها عبر جوائز بسمى اخلاقي، كأن تكون "جائزة افضل ملتزم اخلاقيا" او "المميز اخلاقيا" فلا بد من ذكر كلمة اخلاق صراحة لنشرها والحث على الالتزام بها، وتتم عملية القياس بشكل دوري من خلال مؤشرات اداء مجتمعية يتم تطويرها لهذه الغاية. اضف الى ذلك دور وزارة الاوقاف والمجالس الكنائسية لما لها من دور مهم بتعبئة الرصيد الاخلاقي بشكل مستمر وبابراز القيم الاخلافية واهميتها بضبط ايقاع حركة المجتمع من الحث الدائم على الالتزام الاخلاقي، اضافة الى اهمية وسائل الاعلام على اختلاف انواعها واشكالها وباقي المنظومة المجتمعية.
*خبير تميز EFQM وتخطيط استراتيجي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد