لله در الحسد ما أعدله .. بدأ بصاحبه فقتله

mainThumb

14-10-2022 03:07 PM

خرج مرجف حاملاً مفتاح سيارته والشرر يتطاير من عينيه من الغضب ، صرخ عاليا:"يا بنت الكلب اسرعي ، لقد تأخرت عن العمل!.".. خرجت مريم ابنة السبعة عشر ربيعا تجر شنطة كتبها الثقيلة وجلست في المقعد الخلفي !
انطلق مرجف بسيارته مسرعا، وكان لابد أن يمر في الشارع امام بيت أبي صادق ... لقد كان بيتا جميلا يحيطه سور حجري وامامه جنينة أشجار وكان يحاذي حائط السور شجرة تفاح كثيفة الثمار كانت ثمار التفاح لامعة في اشعة الشمس و أغصان الشجر تكسوها اوراق خضراء يانعة .
شاهد مرجف أبا صادق خارج السور عند شجرة التفاح يلتقط من الأرض أوراقا متناثرة و ينظف الرصيف امام بيته فقال مرجف:" لا بارك الله لك ولا فيك .... صار لك بيت وشجر وصار. لك.. زوجة وصرت تحلف بالطلاق!" والله انك غير جدير بالنعمة !
نزلت مريم عند المدرسة متفكرة بما سمعت من أبيها فقالت هذا هو الحسد ... وعجبت من حسد وكراهية ابيها لأبي صادق. وفي ذات الوقت كان يراود خيالها منظر ثمرات التفاح الزاهية بنور الشمس .... عادت الفتاة من المدرسة بعد الظهر... لقد عادت مشيا لأن والدها لا يستطيع الحضور اليها فهو ما زال في العمل .... وصلت الفتاة بيت ابي صادق، اقتربت من الشجرة فشاهدت حبة تفاح تتدلى فوق السور فمدت يدها وقطفتها...,
وصلت الفتاة البيت وأكلت ثمرة التفاح بعد ان غسلتها بالماء!
وبعد الظهر عرج مرجف على محل مواد زراعية وابتاع مبيدا حشريا سائلا ثم اشترى محقنا طبيا من صيدلية! ترك المحقن والعلاج السام في جيب السيارة ودخل البيت!
تناول طعامه وتمدد على سريره منتظرا حلول الليل : اخذ يفكر والغل يعتمل في صدره: كيف استطاع أبو صادق ان يحقق نجاحات كثيرة فلدية بيت جميل وزوجة جميلة وبنين وبنات - ذرية صالحة .
عزم على ان يعكر صفو حياة أبي صادق ... وبعد منتصف الليل انطلق في سيارته متجها نحو بيت ابي صادق وعند زاوية الشارع ركن سيارته وخرج منها حاملا المحقن الطبي والمبيد السام ....
اقترب من السور واقترب من الشجرة شاهد في ضوء عمود النور ثلاث ثمرات تفاح تتدلى من غصن فوق السور ... حقن ثمرات التفاح بالسائل السام و حاول الدخول من البوابة لكن النور فوق البوابة اشتعل أوتوماتيكيا فانسحب مسرعا نحو سيارته .
وصل البيت سريعا، بعد تنفيذ خطته فقال في نفسه غدا صباحا سيلقى أبو صادق أو نفر من أفراد اسرته حتفه ،لأنه يقطف التفاح في الصباح وسيقطف ثمرات التفاح الثلاث ويأكل منها فيموت !
اشرقت الشمس ونهضت عائلة مرجف وبعد تناول الإفطار أوصل بنته مريم الى مدرستها ، لكنه لم يشاهد أبا صادق بقطف التفاح فامتعض ... لم يكن يدري أن أبا صادق قد بات الليلة الماضية هو و افراد عائلته عند أخيه في العاصمة!
وفي طريق عودتها من المدرسة، شاهدت مريم ثمرات التفاح الثلاث تتدلى فوق السور، فقطفتها ووضعتها في شنطتها!
عندما وصلت البيت طلبت منها أمها ان تعد طبق سلطة فواكه - تفاح وموز وبرتقال ومانجا ،
دخلت الفتاة المطبخ واخذت تحضر طبق السلطة ،كانت تعرف ان اباها يحب التفاح والموز كانت ثمرات التفاح التي احضرتها طازجة أكثر من ثمرات التفاح المتوافرة في البيت ، فقطعت ثمرات التفاح الثلاث وخلطتها بقطع الموز ووضعتها في طبق منفرد ، واحتفظت به لوالدها عندما يعود!
وعندما عاد الاب مرجف كان خاوي البطن يتضور جوعا فتناول طعامه لكنه تناول طبق الفواكه بشغف، وبعد تناوله الطعام احس بحركة شديدة في امعائه كأنها تتقطع فأصابه مغص شديد واخذ يقيء بكثافة،
حضرت سيارة الإسعاف ونقل مرجف الى المشفى
وفي المشفى أجريت له الإسعافات لكن حاله ازداد تدهورا، وفارق الحياة !
اخذت بقايا الطعام الى المختبر وأجريت تحاليل فتبين ان التفاح ملوث بمادة لانيت سامة أدت الى وفاة مرجف الذي تناول طبق سلطة الفاكهة!
وبعد تفتيش سيارة المجرم المتوفي وجد فيها محقن طبي و قارورة لا نيت سامة ، وصدق من قال :
لله در الحسد، ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد