وداعاً يا صوبة الفوجيكا

mainThumb

08-11-2022 10:44 PM

هي ليست وسيلة تدفئة فقط إنما هي أساس في لمّة العيلة في الشتاء،لا اعلم بالتحديد اي عام اشترينا تلك الصوبة لكن اتذكر حينما اشتراها والدي رحمه الله كنا في وقتها صغار في العمر بعض الشيء ،اشتهرت تلك الصوبة بمميزاتها البسيطة وكان عليها الطلب الكبير من قبل الناس جميعاً، واتذكر انها كانت معنا في مواسم فصل الشتاء هي نفسها ولم نشتري بعدها صوبة فوجكا أخرى لانها تتحمل لسنوات بمعنى " صناعتها اصلية " وكانت ذات كلفة رخيصة وصيانتها فقط بتجديد الفتلة أو شد البراغي أو تغيير الغطاء أو الجلدة،كانت الفوجكا و كأنها من العائلة جميعنا يريد أن يمتلكها وجميعنا نلتف حولها خاصة في المساء ،كانت مستمعة جيداً لحديثنا وبصمت وكانت ونيسة القهوة وابريق الشاي ورفيقة الطبخة خاصة المجدرة وطبخات البرغل وشوربة العدس كانت هادئة على قالب الكيك ورائعة على تحميص رغيف الخبز،و كانت وفيرة للكاز ويشهد لها كل العائلات ،سهلة استخدامها وليست اتوماتيكة تشتعل لساعات طويلة وحينما ينفذ الكاز تعطينا نار خفيفة ، "وعلى جملة ارفع سن للصوبة خلنا نتدفى أكثر الصوبة فل الفل اي أنها معبئة جيدا بالكاز وعلى جملة نزل سن للصوبة دليل على نفاذ الكاز حتى تكمل السهرة وذلك المساء" .

صوبة الفوجيكا التي تأتينا من اليابان وشكراً لها على هذا المنتج الكبير الجميل ، لكن برأيي كأنها صنعت لأجلنا لتفهم حاجاتنا وادارتنا لنفقاتنا ، صوبة الفوجيكا الحمراء اللون لها اقبال في الأسواق وخاصة في الأسواق الشعبية وكل متطلبات صيانتها متوفرة وخاصة الفتلة لابد أن تكون اصلية وتاتينا أيضاً مستوردة ،وهناك مصلحين لتلك الصوبات يفتح لهم رزق على ابواب كل شتاء ، وعلى قولة اهلنا الكبار صوبة الفوجيكا عزت الفقير وحمته من البرد بالرغم من رائحة الكاز وغاز ثاني أكسيد كربون التي قد تكون مزعجة لكن احبها الجميع ذات وهج الاحمر بالرغم من ذلك لأنها فقط رفيقة الشتاء.
اليوم بعد غلاء الكاز بسبب القرارات الاقتصادية التي ضيقت على المواطن كالعادة واصبح البحث عن أدوات أخرى للتدفئة أقل تكلفة أصبحت الفوجيكا غير مرغوب بها ليست "العلة فيها" لكن العلة بعدم القدرة على استخدامها بسبب الكاز، واليوم اصبحت مستبعده تماماً ليتغير مكانها فيصبح بالمخزن البيت الذي يحتفظ به اغراضنا القديمة والخرده مع القلن الكاز الفارغ والماعون والفتاة والجلدة وقد نترحم على أيامك يا فوجيكا مثلما نترحم على المصباح القديم " الفانوس " والغربال وغيرها ..

صوبة الفوجيكا قصة وحكاية حتى لو اتت كل وسائل التدفئة لتحل محلها ،واحزن على هجرانها هذا العام انا وكغيري من مستخدمين الفوجيكا،هذه ما صنعته السياسات الاقتصادية في عصرنا الحديث التي لم تساعد المواطن في إيجاد وسائل بديلة رخيصة على قدر إمكانياته المادية ، هذا اليوم لا اعلم ما هو حال الايام القادمة ماذا تحمل لنا من ارتفاعات أخرى وأخشى قد يرافق الغلاء اسطوانات الغاز ، وفي النهاية لا نريد أن نصل لدرجة كل وسائل الطاقة قد لا تخدم المواطن ذات طبقة فقيرة أو حتى متوسطة وايضاً طبقة الغنية ... ونودعك يا صوبة الفوجيكا ونتمنى العودة لها




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد