كأس العالم الذي نحتاجه
مع افتتاح البطولة يوم الأحد الماضي، طغت أخبار الكرة على ما عداها، وسرت أجواء من الإثارة بين عشاق «المستديرة المجنونة». 5 مليارات من البشر سيتابعون البطولة وفقاً لتوقعات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي نُشرت عشية انطلاقها في قطر، وهو ما يضع كرة القدم على عرش الرياضة من حيث عدد متابعيها حول العالم. هذه الأجواء كانت واضحة بشدة، أول من أمس، عقب مباراة السعودية والأرجنتين التي استحق «الأخضر» نتيجتها بجدارة، وسجل بفوزه فيها واحدة من أكبر مفاجآت المونديال، وربما أكثرها إثارة. إلى جانب التغطية الواسعة في وسائل الإعلام، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار الفوز السعودي، والتهانئ، والتعليقات، ومقاطع الفيديو. فجأة تحس أن هذه النتيجة انتزعت إعجاب العالم بإنجاز عربي بعد التغطية البائسة والانتقادات الواسعة التي سبقت البطولة، وزادت من أجواء الإثارة، وتوقع مزيد من المفاجآت، خاصة بعدما سار المنتخب الياباني على خطى السعودية وأشعل الأجواء أيضاً بفوزه أمس على إحدى الفرق القوية المرشحة دوماً، وهي ألمانيا.
التغطية السلبية الواسعة التي سبقت انطلاق البطولة في قطر، تجعلك تتساءل عن الطريقة الاستعلائية، التي يتعامل بها كثير من الإعلام الغربي مع الدول العربية والنامية. فوفقاً لتحليلات المضمون، فإن ثلثي التغطية في وسائل الإعلام البريطانية تقريباً خلال الفترة التي سبقت افتتاح البطولة كانت سلبية، مع تركيز على جوانب نقدية من موضوع حقوق العمال، إلى قضية حقوق المثليين، وقرار حظر الكحول في الملاعب. حتى المؤتمر الصحافي لجياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، قُوبل بالنقد والاستهجان بعدما تصدى الرجل في تصريحات طويلة لهذه الحملات متهماً الغرب بالنفاق قائلاً: «بعد ما كنا نفعله نحن الأوروبيين على مدى الـ3 آلاف سنة الماضية، فإننا يجب أن نعتذر لـ3 آلاف سنة مقبلة قبل أن نبدأ في إعطاء دروس أخلاقية للناس». وأشار في سياق رده إلى الطريقة التي تتعامل بها أوروبا حالياً مع اللاجئين من إغلاق الحدود إلى إبقائهم في معسكرات غير ملائمة تفتقد للتعاطف والمعاملة الإنسانية، وهو ما يمكن أن يضيف المرء إليه الخطة التي رصدت لها الحكومة البريطانية ملايين الجنيهات لترحيل اللاجئين من أراضيها إلى رواندا.
الواقع أن المرء يمكن أن يشير إلى طريقة تعامل الغرب مع كأس العالم السابق الذي استضافته روسيا في 2018 مقارنة بالضجة والانتقادات التي أثيرت قبل دورته الحالية في قطر. وقتها لم يحدث الغرب ضجة مماثلة حول حقوق الإنسان والمساواة والديمقراطية، علماً بأنه في ذلك الوقت كانت اغتيالات المعارضين الروس تحدث في أراضي الدول الغربية. اليوم يحاول البعض على استحياء التبرير مثلما فعل المعلق الرياضي البريطاني البارز غاري لينيكر عندما قال في مقابلة إذاعية هذا الأسبوع إنه يود لو أنه و«بي بي سي» كانا رفعا صوتهما أكثر بشأن حقوق الإنسان في روسيا خلال استضافتها كأس العالم.
لكن الازدواجية في المعايير لا تتوقف عند ملف كأس العالم الماضية في روسيا، بل تمتد إلى بطولات أخرى كثيرة، صمت فيها الغرب عن قضايا السياسة والحقوق. فالبطولة التي نظمت في الأرجنتين مثلاً عام 1978 كانت في فترة يصنفها كثيرون بأنها الأسوأ في مجال حقوق الإنسان، إذ كان البلد في قبضة الجنرالات وملف التعذيب واختفاء المعارضين هو الأبرز. مقارنات أخرى يمكن أن تعقد مع دورات كأس العالم في تشيلي أو المكسيك مثلاً، في فترات لم تخلُ من جدل وتعقيدات السياسة وأجنداتها.
الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يتبنى شعار «لا مكان للسياسة في كرة القدم»، وكم يتمنى المرء لو أنه يصبح قابلاً للتطبيق حتى لا تفسد أجندة السياسة ومراوغاتها هذه اللعبة الساحرة. وفي بطولة كأس العالم التي ينتظرها مليارات البشر بشغف كبير عندما تحل مرة كل 4 سنوات، تستطيع أن ترى كم أنها تبني الجسور، وتوفر للناس فرص التلاقي مع ثقافات أخرى، وتتيح للمشجعين أجواء من التعايش والتسامح.
تنظيم هذه البطولات ليس أمراً سهلاً وتزداد تعقيداته مع الارتفاع الهائل في تكاليف تنظيمها، إلى درجة أن عدد الدول المستعدة لاستضافتها بدأ يتناقص. فالبلد المضيف يتحمل معظم النفقات الرئيسية من تشييد الملاعب إلى تحسين البنية التحتية لكي تواكب متطلبات استقبال وإقامة الفرق المشاركة والمشجعين. أما الاتحاد الدولي لكرة القدم فإنه يتكفل بالتكاليف التشغيلية فقط، ويحصل على معظم الإيرادات من مبيعات التذاكر، والرعاية، وحقوق البث. ووفقاً للأرقام المنشورة، فإن «فيفا» حصل من بطولة كأس العالم الماضية في روسيا على نحو 5.4 مليار دولار، ويفترض أن تستخدم هذه الإيرادات وغيرها لتطوير لعبة كرة القدم عالمياً، ويسدد قسم منها للفرق الوطنية.
قطر أنفقت وفقاً للجنة العليا في «فيفا» المسؤولة عن تنظيم نهائيات كأس العالم أكثر من 200 مليار دولار، وذلك لأنها شيدت 7 ملاعب جديدة خصيصاً للبطولة، إضافة إلى إستاد خليفة الدولي الذي جرى تجديده بشكل كبير. وشملت التجهيزات أيضاً بناء نظام مترو جديد لخدمة المشجعين القادمين من مختلف أنحاء العالم.
لقد قدمت قطر «مونديالاً» كان العالم في أشد الحاجة إليه في هذه الأوقات الصعبة. فخلافاً للسياسة التي تفرق ولا تجمع، فإن الرياضة تلعب دور النقيض عبر جمع مليارات البشر في طقوس احتفالية تنافسية تتراجع خلالها الهموم السياسية والاقتصادية، ولو مؤقتاً. والأمل أن نشهد بطولات أخرى لكأس العالم في دول عربية، وألا تحرمنا من ذلك الحملات الانتقائية، وسياسات الكيل بمكيالين التي ظهرت بشدة في هذه البطولة.
ارتفاع سعر أونصة الفضة يتجاوز 100% منذ مطلع 2025
التنمية تعلن حل 66 جمعية .. أسماء
مصر تهزم زيمبابوي في افتتاح مشوارها بكأس أمم أفريقيا 2025
الداخلية السورية: قسد نفذت اعتداءات ممنهجة على أحياء حلب ومشفى الرازي
وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو الرحيل
تراجع مبيعات العقار 13% .. ومطالب بتخفيض فوائد القروض السكنية
بحبح: حماس مستعدة للتفاوض حول نزع السلاح
نواب: قانون المعاملات الإلكترونية الجديد يلغي الاستثناءات
ممداني يشجّع أسود الأطلس وسط الجالية المغربية
قصي خولي ينهمر في البكاء .. ما السبب
إيمي سمير غانم تثير الجدل: لو حسن الرداد تزوج غيري من حقه
قيادة أركان الجيش السوري تأمر بوقف استهداف مصادر نيران قوات "قسد"
مهاجم زامبيا يسقط على رقبته بعد هدف قاتل في كأس أمم افريقيا
الحسين إربد يتعاقد مع البرازيلي ني فرانكو مديرا فنيا للفريق الأول
نتنياهو: إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" في الآونة الأخيرة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية

