عندما تخلّص الصينيون من «الصحوة»
الثورة الثقافية كانت حالةَ تطرفٍ آيديولوجية، عطَّلت البلادَ لأكثر من عقد، وهدَّدت استقرارَها وتطورَها. وفي يوم مشمس استيقظ الصينيون على نبأ سعيد؛ فقد قرَّرت السلطاتُ الخلاصَ من التطرف والمتطرفين. خلعت رداءَ التشدَّد الشيوعي، وبدأت التحولَ إلى دولة عملية حديثة، محركها الاقتصاد، وهدفها تطوير بلادها، وخدمة حاجات شعبها، وليس الارتهان لرأي بضعة أشخاص يعيشون في الماضي، كارهين الحاضر.
إنَّها تجربةٌ تستحق الدراسة، فيها الكثير من المتشابهات. مثلنا اليوم، الصين بالأمس انتقلت من زمنِ الاختناق والموت البطيء إلى الانفتاح والتعافي، ثم التنافس على القمة عالمياً. من بلد يعاني من الفشلِ والمجاعات إلى دولة لا حدودَ للإبداع فيها، تدهش العالمَ بتطوّرها وانسجامها، وتنافس في التجديد، وتغرق الأسواقَ الدولية بمنتجاتها. ما كان للصين أن تكونَ كما نراها اليوم، دولة عظيمة، لو لم تقضِ على «الصحوة الشيوعية الصينية». الصين لم تتخلَّص من مذهبها الشيوعي، بل وضعته في مكانِه، وليس في كل مكان.
بدايات القصة الصينية، إلى حد كبير، تشبه قصتَنا في السعودية وبعض الدول العربية؛ إذ أوقفت المحتسبين الشيوعيين، وهذه حقيقة وليست مبالغة مني، ونظَّفت المناهجَ، وفتحت الأبوابَ للجميع من دون فرزٍ آيديولوجي، وحوَّلت المدارس الحزبية معاهدَ فنيَّةً وتقنية، وصار البحثُ العلمي مرجعاً، وليس الحفظ الآيديولوجي، وسُمح للناس أن يغنوا ويرقصوا على أذواقهم من الموسيقى.
لاحقاً، انخرطَ ملايين الصينيين في عملية نهضة كبيرة نرى نتائجَها اليوم. اختفى المتطرفون، واختفت لغتُهم القائمة على احتكار الحقيقة وكراهية الغير. كانوا يسمّون من يخالفهم التحالفَ الإمبرياليَّ الرّجعي، ويعتبرونه خارجاً من الملة الشيوعية، مثلما كانَ هنا يسمونه التغريبيَّ والحداثيَّ والعلماني. امتنعت السلطات عن التدخل في حياة الناس الاجتماعية، وعن فرض خيارها فيما يلبسونه؛ إذ كانت في الماضي تشترط نمطَ الحياة على المجتمع حتى تميّزه عن بقية العالم، لا تبيع سوى قمصانٍ موحدة ذات نصف الكم.
كان الصحويون الشيوعيون يشجّعون طلابَهم على مهاجمة مدرسيهم، وحرق المكتبات، وتدمير مقتنيات المتاحف، وملاحقة المسؤولين المحليين في المدن والقرى. كانوا يسيّرون مواكب في الشوارع ويصرخون عالياً بميكروفونات عن الشيوعية العظيمة وضد الإمبريالية الكريهة. وكانوا يجرّون المسؤولين، الذين لا يلتزمون، بالحبال إلى الشارع، ويتمُّ استعراضهم بإذلال أمام الناس. قاموا بـ«تحطيم كل شيء يمكن اعتباره برجوازياً أو إقطاعياً»، واعتبروا «كل شخص درس في الغرب أو عاش جزءاً من حياته هناك هدفاً للنضال». لم يسلم التاريخ من تسلطهم؛ إذ قاموا بإلغاء أسماء الشوارع والميادين، وأعادوا تسميتَها لتحمل روح الثورة الثقافية. وبعد أن تمَّ التخلصُ منهم، أعادت المدنُ الخرائطَ إلى ما سبق زمن الصحوة الشيوعية المتطرفة. ناهيك عن الخطاب الفكري المتطرف، عاشت الصينُ أكثرَ من عقدٍ في الظلام وكانت تتَّجه نحو الفوضى. والذين يجدون صعوبة في فهم المرحلة الصينية المعروفة بالثورة الثقافية، بمقدورهم معايشتها في رواية «البجعات البرية»، التي تتحدَّث عن ثلاث نساء وثلاثة أجيال، والجزء الأخير مفزع بتفاصيله عن تلك المرحلة.
ليس صعباً علينا فهمُ ما عاشه الصينيون، وما عانوه على يد المتطرفين الشيوعيين؛ فالعديدُ من الدول الإسلامية عايشت حالة التطرف الفكري الديني الذي قاد إلى الإرهاب، والصدام والفوضى، والمجتمعات التي نجت من العنف لم تنجُ من التطرف الفكري الإقصائي.
تعيين حكام مباراتي ربع نهائي كأس الأردن
العمل النيابية تبحث نتائج الدراسة الاكتوارية للضمان
بتوجيهات ملكية .. رعاية فورية مباشرة لأسرة من ذوي الإعاقة
مهم بشأن امتحان التوجيهي التكميلي
انطلاق البرنامج التدريبي لإعداد الموازنات والتقارير الماليه للاحزاب
القبض على خلية إرهابية تابعة لداعش بداريا السورية
الأردن بالمرتبة 21 عالمياً في مؤشر نضج الحكومة الرقمية
الفضاء الأزرق .. والصداقات الوهمية
الماجيستير لــ عمر سعدي محمد طه
البدور يؤكد أهمية تعزيز الجاهزية الوطنية للأوبئة بالمملكة
مطالبة بحذف الوحدة الرابعة من مادة الاحياء لطلبة مواليد 2008
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
إحالة مدير عام التَّدريب المهني الغرايبة للتقاعد
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
مهم بشأن الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة

