يوماً ما ستشرق الشمس من المغرب

mainThumb

16-12-2022 03:35 AM

مع الإدراك الكامل لضرورة تجنب الخلط بين الاستعمار الفرنسي للمغرب العربي وبين مباراة لكرة القدم وبالرغم محاولاتنا اللامتناهية لفرض الحيادية على مشاعرنا وتقبل الخصم كخصم في لعبة يشترط فيها حضور الروح الرياضية، إلا أن رواسب الاستعمار والتعطش للانتصار كان يعكر متعة المشاهدة كلما اهتزت شباك المنتخب المغربي.

الان يجلس ماكرون على المدرجات القطرية كرئيس لدولة فرنسا وما نراه إلا كما كان أسلافه، تاجرا للعبيد يبني خيرات بلاده من جيوب الأفارقة ويرفع من نفوذه بالدهس على جثثهم، أولئك الذين حملوا بالعربات مكبلين بأصفاد من حديد مات من مات منهم ونجى من كان منهم للموت راجيا، كيف لا وهم للاستعمار عبيد يزرعون ويحصدون ويبنون القصور ويستخرجون الذهب والنفط من أرضه وأرضهم ويقدمونه للاستعمار على طبق من ألم. واليوم أحفاد العبيد الذين تم بيعهم بثمن بخس يلعبون لصالح دولة الاستعمار تحت ذريعة التجنيس " فرنسي أسود".

اليوم و بالرغم من خروج المغرب من المونديال وتوغل الاستعمار إلى يومنا هذا إلا أن ما بين المغرب العربي والاستعمار ما هو أكبر من كونها مباراة لكرة القدم خاصة عندما نشاهد أن سكان أغنى قارة في العالم هم الأشد فقرا بسبب الاستعمار وما فرضه على الدول الإفريقية من إيداع احتياطياتها المالية الوطنية في البنك المركزي الفرنسي حيث واصل بلدان القارة السوداء التعامل بعملة "الفرنك" الإفريقي، الذي يتم طباعته وتحديد قوته الشرائية من قبل باريس، رغم أنه لم يعد موجودًا في فرنسا نفسها وتهدف فرنسا من خلال استمرار التداول بالفرنك الإفريقي، إلى إبقاء سيطرتها الاقتصادية على القارة السمراء.كما أنها تحتفظ بالاحتياطات الوطنية لـ 14 دولة إفريقية منذ عام 1961 و تربح الخزانة الفرنسية اليوم حوالي 500 مليار دولار من الأرباح والعوائد السنوية من إفريقيا، لذلك تعمد باريس على السيطرة على النظام النقدي الذي هو تركة الاستعمار.

أن الزعماء الأفارقة الذين عارضوا هذا النظام، إما تعرضوا للقتل أو تعرضوا لانقلاب عسكري أطاح بحكمهم، لكن سنة الله في الأيام أنها تتبدل ولا بد لليل أن ينجلي لتشرق الشمس من المغرب و يسطع نورها على كل من عاش في ظلمة الاستعمار.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد