اتركوا هواتفكم واتبعوني

mainThumb

16-09-2025 12:47 AM

سأذهب الى افريقيا الوسطى، حيث تخفي الغابات اسرار المطر
او الى غابات الاناضول، حيث تعلق الريح رسائلها على اغصان الصنوبر.
قد تاخذني الخطى الى سهول نيوزيلندا الممتدة حتى الافق،
او الى جبال النرويج التي تتشح بالثلج،
او استقر بين مزارع الشاي الرواندية، حيث الفلاحون يركعون كل صباح امام الارض كأنهم يصلون لها.
لن احمل هاتفي، ولن ارى تلفازا.
لن اعرف للتيك توك ولا لليوتيوب طريقا
ولن اعود اساق الى تويتر ولا الى عمل يلتهم العمر.
سأعيش بعيدا، بعيدا جدا، حيث لا يعرف للعبودية معنى،
ولا للضجيج موطئ قدم.
سأربي الحيوانات وأدلل القطط، سأزرع نباتات ااكل منها وأحدثها كما يحدث المرء ابناءه.
سأدعو وحدي: يا رب، ارحم الامهات المكلومات، وامسح على قلوب اليتامى،
وانقذ الشعوب المقهورة من تحت القصف والدمار
سأقرأ القرآن كل صباح، استفتح به يومي كما يستفتح باب النور
سأركض وحيدا، على طرقات لا يسبقني اليها احد، واتنفس الحرية حتى الثمالة.
سأعاني وحدي، لكنني سأجد في معاناتي عزاء صافيا،
وسأموت وحيدا هناك، موتا هادئا يشبه النوم بين ذراعي الطبيعة.
لو احترق العالم، فليحترق…
فانا سأكون بعيدا بين البسطاء الذين لا يملكون هاتفا، ولا يعرفون زيف الشاشات.
من سيؤيدني حين ارحل؟
من سيترك كل هذا خلفه ويأتي معي؟
من سيقول: انا…؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد