لا تهتكوا ستر الناس

mainThumb

08-01-2023 10:29 AM

الشطط كل الشطط في تتبع العورات ، و ترصد السقطات ، و صيد الهنات و الهفوات ، وظيفة يمتهنها البعض ، لا يقبضون فيها الثمن؛ سوى كيل الذنوب.

حسبهم الغنيمة الوقوف عند العتبات، ينتظرون قدوم الوافد بأثقاله، ينتظرون صيد هفوات عابرة، ينتظرون أن تتلطخ ثياب غيرهم بالوحل، حتى تحصل لهم المتعة، فتشفى قلوبهم، يا سبحان الله؛ فأي استبشار هذا ! و أي غنيمة هذه ! .

إن مثل هؤلاء المخدوعون، المغرمون بالسراب، في حقيقة الأمر لا محصول لهم في ميدان السباق، غير الجري وراء الضياع، إن هؤلاء تجارتهم الإفلاس، كالرجل الذي يقضي العمر يعمل في سخرة بلا أجر، يقضي الوقت مهموما بأحوال غيره ،

يظل يحصي مداخيل غيره ، و يظل يتتبع سير العاملين باهتمام ، فلا تغيب في تقاريره شاردة و لا واردة، صغيرة و لا كبيرة ، يظل يجرد كل شيء ، فياله من ضياع و تيه .

إن الحسرة أن هؤلاء لا يحصون عيوبهم، لا يتوقفون عند عثراتهم، ، ولا تتبعون عثراتهم، ولا يشغلهم سترهم، هم مغيبون عن اشتغال بأنفسهم ، أو إصلاح عيوبهم ، همهم مراقبة الناس ، ضربت عليهم الغفلة أبوابها ؛ فأنستهم أنفسهم ، فغاب الوعي و التبصر، و غاب عنهم أن المرء سوف يسأل يوما عن كل أعماله الصغيرة و الكبيرة ، سوف نسأل عن ضياعنا ، و سوف نسأل عن افلاسنا ، في يوم لا ينفع فيه الندم .

ما نغفل عنه أحبتي أن الجزاء من جنس العمل ، يتتبع عورات غيره، فيتتبع الناس عوراته، يكشف سترهم، فيكشف الله ستره، نسأل الله السلامة و العفو و المغفرة .

عن أبي بَرْزة الأسلميّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ: لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) رواه أحمد وأبو داود وابن حبّان، وصحّحه ابن حبّان والألباني.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد