كيف يمكن للصراع الجنسي أن يتسبب في انهيار السكان؟

mainThumb

08-03-2023 05:59 PM

السوسنةـ يمكن للذكور من الأنواع التي تتطور في سمات الصراع الجنسي أن تسبب مشاكل للإناث، وفي النهاية، لجميع السكان.

وهنا يُظهر نموذج جديد أعده باحثون من إمبريال كوليدج لندن وباحثي جامعة لوزان، نُشر في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، كيف يمكن لما يسمى بـ"الجينات الجيدة" أن تتسبب أحيانا في انهيار السكان.

فقد يتنافس الذكور من أي نوع على الإناث، إما عن طريق محاربة الذكور الآخرين للوصول إلى الإناث أو إقناع الإناث وكسب موافقتهن. وفي كلتا الحالتين، فإن الذكور الذين يعبّرون عن السمات الأكثر تنافسية، مثل أفضل الحلي (ريش الطاووس على سبيل المثال)، أو أفضل الأسلحة (حجم الجسم الكبير على سبيل المثال)، يصلون إلى المزيد من الإناث.

وللحصول على أفضل الصفات، يجب أن يكون الذكور في حالة جيدة، على سبيل المثال يعانون من الأمراض أقل.

وبمرور الوقت، مع تزاوج الذكور الذين يتمتعون بحالة أفضل مع عدد أكبر من الإناث، يزداد انتشار "الجينات الجيدة" في جميع أنحاء الحيوانات، ما يؤدي إلى التحسن في الحالة ككل.

ومع ذلك، يمكن أن يأتي هذا بنتائج عكسية. فيمكن للسمات التي تزيد من تحسين البراعة التنافسية للذكور أن تلحق الضرر أيضا بالإناث.

على سبيل المثال، طورت بعض ذكور الحشرات ذكورا تمزق أحشاء الإناث، وفي العديد من الأنواع، بما في ذلك الثدييات، تطور الذكور في مضايقتهم الإناث لحثهن على التزاوج. وهذه السلوكيات تقلل من خصوبة الإناث أو قد تقتلها.

وقد اختبر نموذج الفريق نظريات المنافسة الجنسية حيث يؤذي الذكور الإناث، وقارن النتائج مع بيانات التجارب السكانية المختلفة.

فقد أظهرت التجارب السابقة روايات متضاربة حول ما إذا كان الاختيار الجنسي إيجابيا أم سلبيا للسكان ككل. ويقدم النموذج الجديد تفسيرا للسبب في أن بعض التجارب تظهر تحسن حالة الذكور، دون تحسن لياقة الإناث أو بقاء السكان جنبا إلى جنب.

وقال المؤلف الأول الدكتور إيوان فلينتام، من إمبريال كوليدج لندن وجامعة لوزان: "عندما يطور الذكور سمات أنانية تساعدهم على الفوز بشكل فردي، يمكن أن ينتهي بهم الأمر في الواقع إلى التسبب في انهيار السكان، إنه شكل من أشكال الانتحار التطوري. وحتى عندما تتطور الإناث لمواجهة أذى الذكور ومنع الانهيار السكاني، ما يزال عدد السكان يتناقص بشكل كبير، ما يقلل من قابليتها للحياة".

التفاعلات الجنسية مثل هذه هي عنصر مهم لفهم التركيبة السكانية والحفاظ عليها. على سبيل المثال، حيث يوجد عدد أكبر من الذكور، تشتد المنافسة الجنسية، ما يعني أن الضرر الذي يلحق بالإناث أكثر احتمالا. وينطبق هذا أيضا على التجمعات التي يديرها الإنسان، على سبيل المثال سمك الشبوط الذي تتم تربيته في المزارع، حيث يجب عزل الذكور والإناث أثناء موسم التفريخ.

وأكمل الدكتور فلينتام البحث كجزء من مركز تدريب الدكتوراه في المهارات الكمية والنمذجة في علم البيئة والتطور في إمبريال كوليدج لندن .

وقال المشرف على المشروع والمؤلف المشارك للدراسة البروفيسور فنسنت سافولاينن، مدير مركز جورجينا ميس للكوكب الحي في إمبريال كوليدج لندن: "تطور ضرر الذكور في الطبيعة كشيء من المفترض أن يكون جيدا، ولكنه يضر بالإناث وجميع السكان. أسئلة مثل كيف ولماذا يحدث هذا لا يمكن الإجابة عليها إلا من خلال الأساليب الكمية، البيانات والنماذج الرياضية التي يمكن أن تكون بنفس أهمية الدراسات الميدانية".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد