المناضل الكبير مجلي النصراوين والعودة الى السماكية

mainThumb

13-03-2023 02:05 PM

واخيرا ترجل الفارس المغوار التي تتواضع أمامه وفي حضرته كل الألقاب ، فهو من أعطاها القيمة والمعنى ، واذا كان هناك من حملتهم الألقاب ووضعتهم على الكراسي ؛ المناضل مجلي النصراوين من شرف الألقاب التي نسبت اليه من المدرس أي ( معلم الأجيال) وهو كذلك للمحامي ،القاضي ، المناضل ، المقاوم ، الرمز والقيمة .
وأخيرا وقد آن الأوان لذلك القلب الكبير الذي حمل وطنه وأمته أن يرتاح ويعود الى حيث ولد ونشأ أي الى البدايات ليستقر استقراره الأبدي في قريته الوديعة "السماكية " في محافظة الكرك الأبية التي شرفت الوطن وأعطت رجال وقامات كل في مجاله وعلى رأسهم المناضلين الكبيرين ( الدكتور يعقوب الزيادين والمحامي مجلي النصراوين ) رحمهم الله وغيرهم .
أخيرا ارادة الله اختارت القديس والمناضل الكبير مجلي النصراوين لجواره لتودعه الجماهير بقلوب حزينة ، وكان الأكثر حزنا الذي لم تتح لهم الظروف والبعد بالحضور لتلك القرية الوديعة " السماكية " وكان لكل واحد منهم كما عرفت حضر لبيت العزاء سواء في السماكية أو في عمان بديوان هلسة العامر ،حيث كان بحاجة لمن يعزيه بفقد أبو سليم القامة والقيمة الوطنية والقومية والانسانية الكبيرة .
يا الله ما اصعب الحديث والكتابة عن قائد ومناضل بوزن مجلي النصراوين ؛ فهو ليس رجل قانون مارس السياسة ولكنة رجل قانون مارس السياسة بضمير القاضي العادل الذي لم ينحاز الا لقضايا وطنه وامتة العربية .

فقيدنا الكبير من القاده التاريخيين لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وقد انتسب للحزب في شبابة المبكر حيث وجد به ما يبحث عنه ليس لمجد شخصي، ولكن لمجد كل امة الضاد .
لم يساوم على مبدأ او يتغير مع تقلبات الزمن ولم يهزه ظلم رفاق الدرب و 22 عاما من السجن واعترف له الخصم السياسي قبل الصديق بانه من خيره الخيرة، و رفض فكره الافراج الفردي عنه عندما عرضت علية الفاتيكان ومنظمات حقوقية في العالم ، وربط نفسة مع رفاقة ورأيت وسمعت والله من اختلف معه من رفاقه وغير رفاقه يشيد بنزاهتة ونظافة ونقاء سريرته، والرئيس حافظ الاسد رحمة الله قال اذا كان هناك من له شي عند سورية فهو مجلي النصراوين .
ولعل فقيدنا الكبير ابو سليم من اكثر المؤمنين بثقافة الامة العربية في الجانب الروحي والفكري معا ، وترجم مقولة السيد المسيح : صلوا من اجل الذين يسيئون اليكم ، وبقول الرسول العربي الكريم سيدنا محمد "ص" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .
وعندما تعرضت الشقيقة سوريا العروبة لاكبر واخس المؤامرات التي عرفت صهيوامريكيا بالربيع العربي، وتم زج الآلاف الارهابين داعش واخواتها من تجار الدين عملاء امريكا والكيان الصهيوني والمرتزقة اليها من كل مزابل العالم ، وقف فقيدنا الكبيرالموقف العروبي الاصيل بدعم الدولة السورية والوقوف معها في وجه اكبر واقذر المؤامرات ، حتى ان الامم المتحده ذاتها اعترفت بوجود اكثر من مائة دولة لها مقاتلين بسوريا من المرتزقة وتجار الدين.
وأسس ابو سليم رحمة الله ما عرف بمثقفين وصحفيين للدفاع عن سوريا ، متعاليا عن كل جروحة والآمه الشخصية طيلة 22 عاما ، حتى استعادة الدولة الوطنية بسوريا عافيتها ودورها الوطني ، ووقفت على قدميها .

هذا هو المناضل والانسان مجلي النصراوين وهذا النموذج الذي قدمه لنا ولكل الاجيال القادمة وضرب لنا أروع مثلا في الوطنية والقومية والانسانية بمعناها الواسع .
كما ان فلسطين العربية قضية العرب الاولى عاشت بضمير ووجدان فقيدنا الكبيرابو سليم ، وامن انها البوصلة والطريق لما تصبوا اليه الامة العربيه من رفعة وازدهار عنوانة الوحدة العربية التي هي الطريق لتحرير فلسطين وكنس الكيان الصهيوني اللقيط ، لذلك كان انتسابة المبكر لصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي.
ان خسارتنا برحيل ابو سليم وطنيا وقوميا وانسانيا لا تعوض، فهو الحاضر الغائب والنموذج القومي لكل أحرار وحرائر الامة العربية .
وبرحيلة نزل الستارعن عصر من التضحية والفداء والانتماء القومي الصادق للأمة العربية ورسالتها الخالدة , ولو اراد فقيدنا الكبير المجد الشخصي لكان اليوم من اصحاب الملايين لكنة اختار طريق الحرية والاحرار وهذا ليس مفروش بالورد والياسمين .
لقد رحل فقيد الامة العربية الكبير مجلي نصراوين وهذا امر طبيعي، وكلنا راحلون ولكن الرسالة والمبدأ والمعنى والقيمة التي ستبقى حاضره في ضمير كل احرار وحرائر الامة ، وسيبقى المدرسة العروبية الاصيلة التي تتعلم منها الاجيال معنى ان العرب امة واحده، وانها الحقيقة وللاسف البعض يريد أن نعرف غير ذلك .
وعزاؤنا الحار لزوجة الفقيد الكبير واشقاءه وشقيقاته وال النصراوين وعماري الكرام وكل احرار وحرائر العرب والبقاء لله .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد