مسلسل "الزند"ما بين الواقع المرّ وفنتازيا الظلام
هذا ما كان عليه انطباعي الأول أثناء تعايشي مع أحداث المسلسل السوري "الزند" الذي أعادنا إلى الحقبة العثمانية وقد ترعرت في تربتها طبقة من الإقطاعيين الذين استغلوا الفلاحين وأذاقوهم المرّ والإذلال؛ لتوسيع دائرة نفوذهم وما استملكوا من أملاك الفلاحين المهدورة، بتواطؤ من علية القوم، وحواشيهم ممن يتلمسون تلابيب ثياب أسيادهم الفاخرة، ويحسنون تقبيل الايادي المخضبة بدماء الأبرياء دون أن ترف لهم عين.
كل ذلك جاء على حساب كرامة الفلاح وحياته وهو ما كان يانفه الزند ساعياً لتغييره.
فمن يشاهد هذا الظلم سيأنف التعايش معه بصرياً من شدة الامتعاض؛ لكنه سرعان ما سيغوص في أعماق الأحداث المتوالدة حالما يظهر البطل الملقب ب"زند العاصي" الذي مثل دوره باقتدار الفنان الاستثنائي تيم الحسن الذي يُطَيِّرُ العقولَ بهيبته وقوة شكيمته وطريقته في الحديث وصلابة مواقفه التي لم تخضع لإرادة نورس باشا الإقطاعي الظالم.
وقد بسط المخرج سامر برقاوي اللهجة الساحلية التي وظفها كاتب السيناريو عمر أبو سعدة باقتدار؛ ليحررَ هذه اللهجة المنطوية على نفسها في منطقة الساحل السوري من التغريب، فيفعلها درامياً من خلال نصٍّ كان بوسع المتلقي استسهاله والتفاعل مع اللهجة المنتخبة لتنسجم مع اللغة البصرية في تناغم آسر مع ألوان البيئة الريفية القاتمة، تعبيراً عن ظلم الناس لبعضهم على مبدأ السادة والعبيد.. الإقطاعي والفلاح.. مواقف ستظل راسخة في الذاكرة والوجدان.
بداية المسلسل كانت متالقة وتحمل في طياتها اسئلة طالت سهامها ما هو أبعد من الأفق لتاخذنا إلى السؤال الكبير:
" متى يتبدد الخوف من قلوب الفلاحين حتى يتحرروا من نير الظالمين ورهام المستقبل المجهول"!.
ويبدو أن "الزند" كان المثل الأعلى الذي علق الجرس وانطلق عبر دروب التحدي ليقول الفلاح كلمته: "لا" في وجه الطغاة، وهنا تكمن الرسالة عبر أحداث ملحمية تبدت ملامحها في أول حلقتين من المسلسل، وكنت أتابع التفاصيل بشغف وأنا اتتبع خطوات الزند، متسائلاً في أعماقي:
"كيف سيرد الزند على تجاوزات النورس الباشا المحاط برجال أشداء"
إنها بوادر ثورة للفلاحين في تلك الحقبة المعتمة التي انشغل فيها الناس بدفع بلاء الفقر عن انفسهم خاضعين لإرادة طاغية لا يرحم.
وهي رسالة ثانية فحواها أن الهزيمة تكمن في تجبرنا على بعضنا ما سيطيل من أمد الاستعمار القائم على مبدأ "فرق تسد".
النجم تيم حسن من جهته كان استثنائياً وهو يندمج في شخصية الزند بكل حرفية ومهنية عالية رغم صعوبة المواقف المركبة واللغة الساحلية الجديدة عليه والتي طوعهما باقتدار، وقد تملّك كلَّ مقومات الشخصية بكل تفاصيلها المدهشة، فاشتغل بمثابرة على أدق ما فيها بدءاً من نبرة الصوت ومخارج الحروف وفق اللهجة الساحلية إضافة إلى المشية وطريقة الكلام وحتى المظهر الخارجي الذي يعكس ثقة الزند بنفسه وتمسكه بحقه المهدور.
وكان المخرج قد أحسن الاختيار لمكان التصوير واضفى عليه لوناً يوحي بطبيعة تلك الحقبة إلى جانب حركة الكاميرا وحضور الممثلين الفاعل والمدخل المشوق ألى تلك القصة المبهرة التي أفعمت برائحة القمح المهدور وسنابله التي سخر الزند كل جهوده لاستعادة حقوله.
المسلسل هادف ويستحق المتابعة لأهميته شكلاً ومضمونا.. ناهيك عن كونه متخم بالأسئلة التي ما لبثت قائمة في وقتنا الراهن.
25 مارس 2023
السلطات المصرية تصدر تصريحا ناريا بخصوص عادل إمام
صدور تعليمات التدقيق والرقابة على صندوق الاستثمار الخاص
عمان الاهلية تحصد تصنيف التايمز الاول لتأثير الجامعات
(الأقصى العسكرية) تُصدر عددها 1212 موشّحا بصورة الحسين
عملات رقمية تهيمن على السوق العالمي
أحلام تتجه لحفظ القرآن فهل اعتزلت الفن؟
الرئيس الأمريكي للأميران الحسين ورجوة: أتمنى لكما مستقبلا زاهرا
رولا يموت ترتكب فعلا فاضحا مع معجب ركع تحت أقدامها
أرواح خفية تكشف كيف حقق منذر رياحنة الثراء الفاحش
أميرة ووزراء حضروا حفل الفنان محمد عبده .. أسماء
تفاصيل طرد أحمد سعد من النقابة بسبب ميوله الجنسية
الديوان الملكي ينشر صورا من حفل عشاء عرس ولي العهد
عقوبات مشددة على مخالفات السير .. تفاصيل
ولي العهد يعزي بوفاة الإعلامي غالب الحديدي
غدا .. صواعق رعدية وأمطار وسيول في هذه المناطق
150 ألف مواطن يتقاضون 260 دينارا
مدعوون لحضور الامتحان التنافسي .. أسماء
مياهنا:إيقاف ضخ المياه عن مناطق بعمان والزرقاء ومادبا
خبير: هذا ما سيحدث لأسعار المشتقات النفطية في الأردن