هل سترفع موريتانيا علم إسرائيل على أراضيها ؟
وعلى الجانب الأخر تبقى موريتانيا ذا أهمية إستراتيجية بالغة لإسرائيل بحكم موقعها الجيو-استراتيجي، فهي تقع في منطقة لها علاقات مع الكيان الصهيوني، كما يعطي لإسرائيل دفعة قوية في توسيع حضورها الخارجي، فضلاً عن منافع اقتصادية كبيرة، منها منافسة قوى إقليمية مختلفة، تتسابق لكسب النفوذ في موريتانيا ومواجهة امتداد الروس في القارة السّمراء .
كما لا نتفاجأ أنه في عام 1999، أقامت نواكشوط علاقات دبلوماسية كاملة مع تل أبيب، قبل أن يقرر الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز تعليقها عام 2009، رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبعد ذلك قلصت موريتانيا رسمياً علاقاتها مع إسرائيل وطردت سفيرها من نواكشوط.
يسعى الإسرائيليون تحقيق تقارب مع أكبر عدد ممكن من الدول العربية في إطار محاولات تمرير ما بات يسمى بـ"صفقة القرن" التي تحظى بدعم من واشنطن وبعض العواصم العربية، وقد أشارت صحيفة "الأخبار" الموريتانية إلى طلب رسمي قدمه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لألمانيا من أجل التدخل لدى النظام الموريتاني لمساعدة بلاده في إقامة علاقات مع موريتانيا، ولم يصدر أي تعليق رسمي من أي من البلدين بشأن المزاعم الإسرائيلية، لكن موريتانيا تنفي عموماً أي صلة بإسرائيل الإرهابية.
كما يستغل الاحتلال الإسرائيلي كل حالات التطبيع من أجل زيادة جرعة سياسته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني وزيادة تغوله الاستيطاني، كما أن التطبيع يشجع الاحتلال على استمرار تنكره لحقوق شعبنا الفلسطيني، ومن هنا لا يجوز التطبيع مع إسرائيل، إلا عندما تنسحب من الأرض التي احتلتها عام 1967، بما يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على هذه الأرض، وبما يتيح حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهذا لم يحدث.
تُعرف موريتانيا بعدائها التاريخي للكيان الصهيوني، ورفض الوجود الإسرائيلي في فلسطين، ورفض كل مشاريع التطبيع التي أقدمت عليها بعض الأطراف العربية وتجسَّد ذلك من خلال وقوفها الرسمي إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، ولعل المتابع لا يحتاج إلى كثير من الجهد والوقت للعثور على حقائق وأمثلة للمواقف والتوجهات الموريتانية الرافضة لـ "إسرائيل" كوجود هجين واحتلال ظالم لأرض عربية فيها رموز إسلامية مقدسة.
بدون منازع اعتبرت موريتانيا التطبيع طعنة في ظهر قضية الأمة الكبرى جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن هيئات موريتانية بمناسبة "يوم الأرض الفلسطيني". ودعا البيان، إلى "نبذ كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي". كما طالب البيان، الشعب الموريتاني وكافة قواه الحية أن يهب لدعم ومناصرة الشعب الفلسطيني، وأشاد بـ"صمود الشعب الفلسطيني وثباته في معركة المقاومة ضد الاحتلال، لذلك، فإن من يحسن قراءة التاريخ، يدرك أن موريتانيا كانت سباقة إلى دعم النضال الفلسطيني، ولم يسبق أن خذلت فلسطين في المحافل الدولية.
وعلى نفس المنوال، ومع تغيُّر الأوضاع في المنطقة، إن الطموح الإسرائيلي لهذا التطبيع مع موريتانيا يواجه عقبات كبيرة أمام هذه المعادلة الكاسرة، وهي الموريتانيون أنفسهم المتمسكين بالقضية الفلسطينية من خلال الرفض الشعبي القوي الموريتاني لأي تطبيع لهذه العلاقات كون ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، لذلك فأن الموقف الشعبي هو الدرع الأخير الذي لا يجوز خلعه، والذي يرفض أي عملية تهويد أو التفاف على حقوق الفلسطينيين التي تعتبر الأمة الإسلامية كلها معنية بها والدفاع عنها.
أقول هنا إنه علينا اليوم تغيير المعادلة في المنطقة لأننا نقف أمام حقيقة واقعية وهي ما يحصل اليوم من تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل هو محاولة فرض سياسة أمر الواقع الإسرائيلي على المنطقة، وإن ما يحاك للمنطقة أكبر بكثير من مسألة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، و عندما نرى من هم الذين يطالبون بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية نعرف ما يدبر ضد موريتانيا وسورية وغيرها من دول المقاومة كمقدمة لإدخال المنطقة في بيت الطاعة الإسرائيلية وإنهاء القضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان.
هنا ينبغي الإعتراف أن الشعب الموريتاني يعتبر من أكثر الشعوب العربية وطنية ومواطنة، فهو الضامن والسد الحقيقي في مواجهة أي محاولة للتّطبيع مع الاحتِلال الصهيوني، ونحن على ثقة تامة أنه لن يسمح لأي حكومة بنَسفِ إرث موريتانيا المشرف في هذا الإطار، ومن هنا فإن الشعب الموريتاني لن يقبل أن برفع العلم الصهيوني على أراضيه أو الرضوخ للإملاءات.
وخلاصة القول: إن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تتآكل لأنها قضية حق وحق تاريخي، ومهما حاولوا أعداء الأمة تغّيب القضية الفلسطينية عن الشعوب العربية فإنها لن تغب وستبقى فلسطين وقود الثورات العربية وستبقى في قلوب كل السوريين ولن تغيب عن أذهانهم وستبقى حافزاً لتحركاتهم وثوراتهم.
Khaym1979@yahoo.com
الأردن وقطر يرسلان مساعدات إغاثية إلى سوريا
الأردن وبنك الاستثمار الأوروبي يعززان التعاون التنموي
قمة أولمبيك أقبو ومولودية الجزائر تشعل الجولة الرابعة
البدور: الخط الساخن وُجد لخدمة المواطن
المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولتي تهريب باستخدام بالونات
حرية الصحافة في أدنى مستوى لها منذ 50 عاما
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل رئيس بلدية سيلة الظهر جنوب جنين
مهاجمة منزل الفنان فضل شاكر في مخيم عين الحلوة
جدل متجدد حول أسعار السجائر بالأردن
الأمريكيون يحيون ذكرى هجمات 11 سبتمبر
بعد 20شهرًا .. لقاء الشاي يُذيب جليد الخلاف الملكي بين هاري وتشارلز
انخفاض سياحة الأردنيين لتركيا وارتفاع الإنفاق الخارجي
التربية تشدد على منع العقاب البدني بالمدارس الأردنية
هل ستشهد المملكة أول منخفض جوي قريباً .. توضيح
مشروع تمليك أراضٍ للمعلمين بخصومات حكومية كبيرة .. رابط
الأردن يؤكد دعمه للسلطة الفلسطينية ورؤية عباس الإصلاحية
مقتل شاب مصري في ليبيا يثير غضبًا واسعًا
وظائف شاغرة وامتحانات تنافسية .. أسماء
المُحليات الصناعية تُسرّع شيخوخة الدماغ
نتائج فرز طلبات وظائف التعليم التقني BTEC .. رابط
أسعار الذهب والليرات الذهبية في الأردن الأحد
توضيح بشأن أنباء إلغاء عطلة السبت في المدارس
ألا أيها الباكونَ شوقًا، تعلَّلوا
مدير المعهد المروري: هذه المخالفة تستوجب العقوبة القانونية