العرب في استقطاب إعادة تشكيل العالم
البلاد العربية انقسمت تاريخيًا ما بين حلفي وارسو (العراق وسوريا واليمن ومصر والجزائر وليبيا) والأطلسي (الخليج والأردن والمغرب) ومن المتوقع تعزيز ذات الانقسام في هذا الاستقطاب الجديد بفروقات بسيطة.
لم يشهد عالمنا مثل هذه الحِدّة في الاستقطاب كما هو حاصلٌ اليوم منذ تفكك الكتلة الشرقية وحلف وارسو؛ حيث يتبلور فيه تكتّل مستجد ومؤثر ليضم روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، وقد يتمدد ليشمل الجزائر والعراق وسوريا وفنزويلا وكوبا وعدة دول أخرى حول العالم، في مقابل غرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وعدة دول أخرى تابعة لها تاريخيًا، وقد يتأرجح بين التكتلين جملة دول هامة كالهند وباكستان والبرازيل. ليس مِن السهل اليوم حسم المواقف بوضوح لجميع دول العالم؛ فالتطورات ستلقي ظلالًا ثقيلة على خريطة الاستقطاب الدولية، والمستجدات قد تترك هامشًا للحياد.
الأزمة الدولية الحالية هي نتاج إرهاصات اقتصادية وعسكرية عميقة؛ فالولايات المتحدة تجد نفسها اليوم أمام انتكاسات اقتصادية متواترة منذ أزمة الرهن العقاري لعام 2008 وتفاقم المديونية وعجز الميزان التجاري وأزمة التضخم وسعر الفائدة اليوم التي تسببت بإفلاس بضعة بنوك هامة، وأمام تفاهمات بينية لعدة دول لاستبدال الدولار الأمريكي بالعملات المحلية في صفقات التجارة والنفط.
كان غزو روسيا لدونباس الأوكرانية بمطلع 2022 إعلانًا رسميًا لتغيير الوضع الراهن؛ فلا يمكن المضي قدمًا بتقبّل ذلك التفرد الأمريكي والتمدد لحلف شمال الأطلسي في اتجاهات تمس العمق الحيوي الاستراتيجي لروسيا وتضع قوة كبرى في مرمى أنظمة حربية معادية.
كانت استراتيجية الغرب قائمة على توريط روسيا في حرب عبثية لا نهاية لها سوى إنهاك القوة والاقتصاد الروسيين، يتلوها تمدد واسع لحلف الأطلسي تحت مسوّغات التهديد الروسي للدول المحاذية لشرقها.
تنظر الصين بعين متحفزة حكيمة تجاه جزيرتها تايوان، وتتمنى لو أنها تستنسخ الجرأة الروسية في الهجوم، غير أن الارتباطات والمصالح الاقتصادية مع العالم ستكون باهظة الكلفة على بكين، وهذا لن يمنعها مِن الإقدام على تلك القفزة عندما تتشكل الظروف الدولية بما يخدم ذلك الهدف.
العقل الاستراتيجي في واشنطن يدرك بأن المستقبل ليس في مصلحة النفوذ الأمريكي العسكري والاقتصادي المتفرد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأن مكانة الدولار العالمية، والتفوق التقني والعسكري، والنجاح الاقتصادي، جميعها باتت موضع شك وتهديد أمام تقدم ملحوظ لتجربة الصين والهند وروسيا.
القيادات الاستراتيجية الأمريكية تطرح الحرب كخيارٍ ممكن لتحسين القوة التفاوضية للولايات المتحدة في التفاهمات الدولية المقبلة لصياغة شكل اقتصاد العالم وهيكل مجلس الأمن والاتفاقيات التجارية وخطوط النفوذ والاستثمار.
الحرب بدأت عملانيًا ضد روسيا منذ اجتياحه دونباس، وتطورت الأزمة بالإقدام على ضرب جسر القرم وخطوط الغاز وحظر روسيا عن نظام مدفوعات سويفت. من المؤكد بأن الأزمة تتجه للتفاقم والتطور لمستويات أخطر، وأصبح من المرجح أكثر بأن حربًا نووية ستكون المخرج لهذا الصراع على موارد هذا الكوكب، والتاريخ يؤكد بأنه لولا ضرب اليابان بالقنابل النووية لما كان للحرب العالمية الثانية أن تنتهي بالجلوس لاقتسام غنائم وموارد هذا العالم في مقررات مؤتمر بريتن وودز.
العرب اليوم أمام خيارات قاسية، والدول التي ستنحاز لجانب حلف شمال الأطلسي عليها أن تدرك بأنها تقف إلى جانب إسرائيل وتركيا وإثيوبيا وأوروبا وأميركا، وهي ذات الكتلة التي تمس الوجود العربي كله عبر مشاريع حرب المياه ودعم الاستيطان ونهب الثروات. وأسوأ ما في القضية هو أن الشعوب العربية مهمشة بالكامل عن أي تمكين أو قرار يتعلق بمستقبل الناس وآمالهم. فهل سيعيد التاريخ تكرار ذات التجربة؟
وفاة شخصين إثر محاصرتهم داخل بئر مياه في إربد .. تفاصيل
تخفيض أسعار المشتقات النفطية لشهر تشرين الثاني
افتتاح المركز المجتمعي والتعليمي وحديقة بلدية برقش
الجيش اللبناني يعزز قواته في الجنوب إلى 10 آلاف جندي
الصليب الأحمر: تصاعد العنف ضد العاملين الإنسانيين في غزة والسودان
زراعة جرش تواصل حملاتها التوعوية بمناسبة يوم القطاف الوطني
تراجع طفيف للإسترليني أمام الدولار واليورو
مؤشر الأسهم اليابانية يرتفع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق
شهيد وجريح في غارة إسرائيلية جنوب لبنان
آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
تخليص 4 آلاف مركبة خلال يومين في الحرة بالزرقاء
وزير البيئة يزور المقر الرئيسي لصندوق المناخ الأخضر
تعهد بـ 50 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
وزارة الصحة تفصل 18 موظفاً .. أسماء
عقوبة مرور المركبة دون سداد رسوم الطرق البديلة
ارتفاع تاريخي لأسعار زيت الزيتون في الأردن .. تفاصيل
محافظة إربد: كنز سياحي مُغيَّب .. صور
أمانة عمان لا "تمون" على سائقي الكابسات .. فيديو
أسباب ظهور بقع حمراء على الجلد مع حكة
زيارة أنس الشايب إلى الجزائر تشعل الجدل على السوشال ميديا
عقوبات بحق أشخاص تعدوا على مسارات آمنة بعمّان
فوائد مذهلة للقرنفل .. من القلب إلى الهضم والمناعة
الكلية العربية للتكنولوجيا تنظم ورشة عن إدارة العمليات السياحية
موكب زفاف يعرض حياة مستخدمي الطريق للخطر والأمن يتحرك



