ضريبة اللحية
وظاهر القصة أن قيصر روسيا فرض ضريبة على الملتحين من الرجال، وتفاصيلها أنه في بداية توليه الحكم ذهب في رحلة أوروبية استمرت عامين، هدف منها إلى معرفة أسباب تفوق أوروبا على روسيا، وعمل خلالها بنفسه في مصانع السفن، وحضر جلسات برلمانية في بريطانيا، واستكشف الثقافة الأوروبية، ولا شك أنه انبهر بتلك الثقافة آنذاك، لأنه حين عاد إلى روسيا كان قد عزم النية لتغييرها لتكون أقرب إلى أوروبا. وبسبب إعجابه بكل ما هو أوروبي، كان أول قراراته هو فرض قانون يحتم على الرجال حلق لحاهم ليكونوا أقرب إلى مظهر الأوروبيين المعاصرين. ويبدو أنه كان على عجلة من أمره، فقد فرض هذا القانون في الحفل الذي أعد لاستقباله من رحلته، وكان أول ضحايا هذا القانون النبلاء الذين حضروا لاستقباله. ولكي يظهر جديته، فقد استلّ (بيتر الأكبر) موسه وقام بحلق لحى النبلاء بنفسه.
حتى هذا الوقت لم تكن هناك ضريبة على اللحى، فلم يهدف القيصر إلى جني الأموال بقدر ما هدف إلى تحويل ثقافة روسيا لتكون أقرب إلى الثقافة الأوروبية، وقد تغيرت روسيا بالفعل في فترة حكمه بشكل أو بآخر. ولكن بدايته كانت من اللحى، وهو ما أثار الكنيسة الكاثوليكية التي عادَته بشكل صريح بسبب هذا القرار. وبعد فترة من هذا القانون، لان القيصر فسمح للرجال بترك لحاهم مقابل ضريبة اختلفت بحسب الطبقات الاجتماعية، فدفع الفلاحون مبالغ ضئيلة، بينما يدفع النبلاء والمسؤولون العسكريون مبالغ باهظة.
هل تعد هذه أغرب ضريبة في التاريخ؟ الواقع أن هناك من سبق القيصر في ضريبة اللحية، وهو هنري الثامن ملك إنجلترا الذي عرف بغرائبه الكثيرة. وقد يقول قائل إن التاريخ القديم مليء بهذا النوع من الغرائب، ولكن الواقع الحالي يحمل ما هو أشد غرابة من ذلك، وكما أن للقيصر دوافعه - التي بدت منطقية من وجهة نظره حينها - فإن الزمن الحالي يحمل مبرراته التي لو عرفها من عاش في زمن القيصر لوجدها مضحكة.
ففي عام 2003 قررت حكومة نيوزيلندا ضمن جهودها في مكافحة التغير المناخي، فرض ضريبة على أصحاب الأبقار، بسبب غاز الميثان المنبعث منها! وعدد الأبقار في نيوزيلندا - لمن لا يعلم - يزيد على عدد الشعب النيوزيلندي نفسه (6.2 مليون مقابل 5.1 مليون)، واعتماد البلد الاقتصادي على المواشي لا يستهان به، ولذلك فقد لاقى القرار سخطاً شعبياً، كما جوبه بسخرية على المستوى العالمي حين سمي بـ«ضريبة الفساء»، أجلّكم الله. وقد أوقفت الحكومة بعدها هذا القرار ولم ينفذ. وبعد 20 عاما على هذا القرار، عادت الحكومة النيوزيلندية لطرح هذا القرار، الذي تداولته وسائل الإعلام المعتبرة باسم «ضريبة التجشؤ والفساء»، وقد يطبق بالفعل بحلول عام 2025. هذا النظام يُنظر له اليوم بكل احترام من قبل الناشطين البيئيين، الذين يطالبون بتطبيق أنظمة مشابهة في الدول الأوروبية! وفي ذلك دعوة لإعادة النظر فيمن يدّعي أن البشرية وصلت إلى ذروة رُقيها التاريخي.
إن محاولات (بيتر الأكبر) - وإن جانبها الصواب - للارتقاء بشعبه، أدخلته كتب التاريخ ضمن النوادر الفكاهية، ولا شك أنه ركّز على ظاهر الحضارة أكثر من جوهرها، وأصبح بضريبته مشابهاً للدول التي فرضت ضرائب على عدد نوافذ المنازل وورق الحائط وغيرها من غرائب الضرائب. ولكنه مع ذلك، قد حاول تغيير سلوك البشر الذي يمكن تغييره. ولكن ما حيلة البقر فيما لا حول لها ولا قوة؟
تحويل حركة السير وإغلاق جزئي لهذا الطريق بجرش
اتحاد الرمثا يستعيد صدارة دوري الدرجة الأولى
ضبط فتاتين سرقتا 100 ألف دينار وذهب من منزل بالبلقاء
انخفاض أسعار الذهب محلياً بالتسعيرة الثانية الثلاثاء
انتخاب الأردن نائباً لرئيس الاجتماع الدولي للجان الوطنية لليونسكو
توضيح من الأرصاد حول الموسم المطري بالمملكة
فصل الكهرباء عن مناطق في جرش الأربعاء
نسبة الإنجاز في مستشفى معان العسكري
الأردن وبريطانيا يؤكدان ضرورة ضمان تنفيذ بنود اتفاق غزة
النفط يهبط بأكثر من 1% الثلاثاء
الكنيست يصوّت غداً على مشروع قانون إعدام الأسرى
حجم التبادل التجاري بين الأردن وسيرلانكا
تحذير من مخاطر تنظيف الآبار بالطرق التقليدية
ارتفاع تاريخي لأسعار زيت الزيتون في الأردن .. تفاصيل
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
أمانة عمان لا "تمون" على سائقي الكابسات .. فيديو
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في وزارة التنمية .. أسماء
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
أسرار الحصول على خبز هش وطري في المنزل
التربية: دوام المدارس المعدل الأحد .. والخاصة مستثناة
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
مياه العقبة تحدد أسماء وموعد الامتحان التحريري
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
مأساة سوبو .. ظلم مُركّب في أميركا

