البيادر ودروب الحصاد

mainThumb

02-05-2023 01:31 PM

18لواء بني كنانة رحلة من ٱبل القمح إلى ٱبل الزيت

الزراعة في بيادر القمح والشعير والذرة والعدس .. وموسم الحصاد.

تأهيل الحبوب للطعام ورحلة بين الحصاد باليد والمنجل ولوح الدارس وضوء القمر.

الأجران والرانات الحجرية والهاون النحاسي لطحن الحبوب تتطور إلى الرحى والجاروشة وطاحونة الماء والهواء والبابور والمطحنة الحديثة االأتوماتكية.

وسنركز في هذا المقال على سلق القمح لاهميته الغذائية في الوقاية من أمراض السكر والضغط ووفرة العناصر الصحية:

** سلق القمح (السليقة والبرغل)

يارب يارادد الغياب
ودي لجاري سليقة

حطي على النار ياجدة
حطي على النار عيدان

قلبي مشتهي سليقة
اطبخلي مجدرة بحلان

"" لماذا البرغل .. وجبة غذائية صحية كاملة
لأنه مغذ و منشط للجسم، كما أنه يمنع فقر الدم عبر الحديد، وفيتامين ب المركب يساعد على نمو الجسم.

ومن فوائد البرغل الأخرى:

مقوي للأسنان
ملين للمعدة لإحتوائه على الألياف
يقوي الجهاز العظمي
يقوي الشعر
. يمنع تشنج الأعصاب بواسطة فيتامين ب المركب

. ينظم هرمونات الغدة الدرقية (الثيروكسين)

يمنع تقرحات و التهابات المجاري الهضمية بسبب النشا الموجود في البرغل
يمنع التهابات و تحسس الجلد
.
وجبة صحية حيث يقلل من الجوع بين الوجبات

و الأهم انه لا يرفع مستوى السكر في الدم مثل الرز الأبيض و بالتالي جيد لمرضى السكري.

** رحلة البرغل بين القمح والسليقة ونيران الحطب

كانت جدتي المرحومة شيخة الملاعبة ومعظم أهل البلدات في لواء بني كنانة في أواخر فصل الصيف حيث تنخفض درجات حرارة الشمس وتزداد رطوبة الجو موسم سلق القمح لإعداد مؤونة الأسرة السنوية من مادة البرغل بأنواعه .
الاسر وبعد موسم حصاد القمح ونقله من البيادر الى المنازل تهيئ أجود أنواع القمح ،وتفضل قمح السقي المروي لسلقه من أجل مؤونة البرغل الأسرية.

كل اسرة تقوم بغربلة القمح المعد للسلق لفصل حبات القمح عن الشوائب بغرابيل خاصة، وبعد ذلك تقوم بعملية تدعى ( تصويل القمح ) وهي غسل القمح بالماء النظيف عدة مرات بإستعمال أوعية نحاسية كبيرة والغرابيل حتى يصبح القمح نظيفا تماما ومعدا للسلق قبل يوم السلق أو في نفس اليوم .
قديما كانت تنصب في موسم السلق في إحدى ساحات البلدة طاسة كبيرة جدا من النحاس نصف كروية وكانت تتسع لحوالي (١٤ مد من القمح يعني حوالي ٢٢٠ كيلو غراما) من القمح ، هذه الحلة كانت تنصب وتركب على قاعدة مبنية من الحجارة والطين مرتفعة عن مستوى الأرض وتحتها موقد كبير وعلى أطرافها قطع من الحجارة والطين بارتفاع الطاسة النحاسية.

هنا تتم دعوة الجميع الى منزل الأسرة وتقوم ربة هذه الاسرة أو أحد نسوتها بتقديم وعاء كبير يحتوي على القمح السليق محلى بالسكر أو الدبس ومزين بحبات الشمر ولب الجوز ثم تقدم إلى الجميع سفرة الطعام مؤلفة من خبز التنور وبعض المربيات والجبن والزيتون والدبس وعناقيد العنب ليأكل منها الضيوف والمعزبين وبعدها تكثر عبارات المجاملة مثل : عقبال كل سنة ، فيكون الجواب بحياتكم وأنتم سالمين ، الله يعطيكم العافية وعقبال فرحة العزابية ، ثم يمضي كل إلى بيته.

كانت ربة الأسرة أيضا تقوم بملئ اطباق القمح المسلوق وترسلها الى الجيران والأصدقاء.

(التوثيق: جولات ميدانية لعدة مواسم إضافة إلى بعض المصادر بتصرف).

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد