محنة الحرب ومصير السودان
في المرتبة الثانية يأتي المحظوظون من نفس الفئة السابقة من حملة الجوازات الأوروبية الذين لم يسعفهم حسن الحظ في الوصول إلى ذلك المهبط الجوي المهجور في وادي سيدنا، واضطروا إلى السفر مسافة تقرب من 400 كيلومتر حتى ميناء بورتسودان البحري، وشحنوا في قطع حربية سعودية إلى مدينة جدة. في الترتيب الثالث يأتي أولئك الذين قطعوا المسافات بالسيارات وعلى الأقدام حتى عبروا الحدود السودانية إلى واحدة من الدول المجاورة. قائمة المحظوظين في السودان تتوقف عند هذا الحد، ولا مكان بها لفئة رابعة.
بقية أفراد الشعب السوداني (46 مليون نسمة)، من غير المحظوظين، الذين لا يمتلكون جوازات سفر أجنبية تركوا لمواجهة مصائرهم، وكتب عليهم أن يعيشوا في رعب من الموت، في حرب كسر عظم، بين جنرالين، ليس لهم فيها ناقة ولا جمل.
لا أعتقد أن بمستطاع أحد تخيّل هول الرعب الذي يسكن قلوب السودانيين في العاصمة الخرطوم (6 ملايين نسمة)، والطائرات العسكرية القاذفة تنزل حممها على شوارعهم وبيوتهم. وهدير قذائف الدبابات، والمدافع، والآر بي جي يصم الآذان، ويزعزع ليس فقط أساسات البيوت والعمارات التي يحتمون بها، بل يهدد بخراب السودان ومستقبل شعبه.
نشرات الأخبار في مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية لا تتوقف عن موافاتنا، أولا بأول، بتطورات سير المعارك في العاصمة الخرطوم، وفي غيرها من المدن السودانية. وتنقل إلينا آخر ما صدر عن هذا الجانب أو ذاك من بيانات عسكرية أو تهديدات. وتحرص كذلك على إبلاغنا بآخر إحصائيات القتلى والجرحى من المدنيين، وتنقل إلينا صوراً للمواطنين الفارين من الموت وهم يفرون من موت إلى موت، ركضاً في الطرقات، وبحثاً عن ملجأ آمن يقيهم من نيران قذائف تصلهم من كل الجهات والاتجاهات. والذين تمكنوا من النجاة، ووصلوا إلى عواصم أوروبا، أو إلى مدينة جدة السعودية آمنين يتحدثون عما واجهوه في الطرقات من بوابات أقيمت في الطرقات على عجل، وما تعرضوا له من ابتزاز مالي وتهديدات من قبل حرس تلك البوابات مقابل السماح لهم بالعبور.
ووراء الكواليس تسعى واشنطن والرياض إلى إقناع الجنرالين بوقف إطلاق النار واللجوء إلى التفاوض. ومن مختلف عواصم العالم الغربي والإسلامي تتواصل الدعوات مطالبة الجنرالين بوقف نيف الدم والخراب. وبالمقابل يزداد، يوما إثر آخر، أوار نيران الحرب ضراوة، وتتفاقم الخسائر البشرية، وتتحول الشوارع والطرقات بسرعة عجيبة إلى ميادين معارك. وندرك نحن، من خلال ما مر بنا من تجارب الحروب الأهلية في السنوات العشر الأخيرة وأزيد، أن الطريق إلى الحوار قد تعرضت للقصف ودمرت منذ اليوم الأول للحرب، وأن ما بقي من طرق ليس سوى فخاخ تقود إلى مزيد من الموت والدمار، وأن الأزمة الدموية هذه تؤكد على أن السودان قد دُفع قسراً إلى عتمة نفق صراع مهلك على السلطة بلا مخارج، وعلى السودانيين والدول المجاورة دفع فواتير الحرب، على مختلف الأصعدة.
ومن الممكن إذا فشلت، لا سمح الله، مساعي السلام الدولية أن نرى السودان يقسَّم كما حدث في ليبيا، ونشهد قريباً وصول أفواج مرتزقة من جنسيات عديدة. وهذا السيناريو ليس متخيّلا، وليس من قبيل المبالغة والتهويل، بل هو سيناريو متوقع، وتحليل موضوعي، قائم على أسس معطيات مستقاة مما عايشناه من تجارب في بلدان عربية دخلت في أنفاق حروب أهلية، ولم تخرج منها حتى الآن.
كُبر حجم مساحة ليبيا لم يكن كافياً لاستيعاب خلافات الفرقاء المتصارعين على السلطة. والحال ينطبق على السودان أيضاً. فالسودان ثالث أكبر بلد أفريقي في المساحة، لكن، للأسف الشديد، فإن تلك المساحة الشاسعة لا تتسع لوجود جنرالين متصارعين على السلطة.
كل ما نأمله أن تنجح المساعي الدولية والعربية والأفريقية الهادفة إلى وقف الحرب، وإقناع الجنرالين بأنه لا رابح في حرب تدمير وخراب السودان. ومن العقل والضرورة البحث عن حلول لخلافاتهما على طاولات الحوار. اللافت للاهتمام أن تقارير وسائل الإعلام البريطانية تؤكد على أن كلا من الجنرالين يعتقد بإمكانية حسم الأزمة عسكرياً، وهزيمة الطرف الآخر...
إعلان إجراءات القرعة النهائية لبطولة كأس العالم 2026
الاحتلال يتسلم جثة المحتجز ما قبل الأخير في غزة
المالية النيابية تواصل مناقشات الموازنة .. وترجيح استكمالها الأحد
5 شهداء في غارات الاحتلال على خيام النازحين بخان يونس
توقعات بارتفاع وفيات الأطفال هذا العام جراء تراجع المساعدات
ماكرون: التعاون مع الصين لإنهاء حرب أوكرانيا أمر حاسم
الناتو: التزامات الحلف الجديدة تتجاوز 4 مليارات دولار لدعم أوكرانيا
الدولار تحت ضغط وسط توقعات خفض الفائدة
العديد من الأوروبيين يعتقدون أن الحرب مع روسيا ممكنة
تحقيق للبنتاغون ينتقد هيغسيث لاستخدامه سيغنال بمعلومات حساسة
طقس لطيف في أغلب المناطق الخميس والجمعة
اسرائيل تقتل 5 فلسطينين بمًسيرات في غزة بعد جرح 5 جنود .. تطورات
تخصيص 10% من أراضي مدينة عمرة للقوات المسلحة الأردنية
بيت جن… مشهد جديد يكشف طبيعة الكيان المجرم
مدرسة الروابي للبنات هل خدش الحياء أم لمس الجرح
نجل رئيس سامسونغ يتخلى عن الجنسية الأميركية للخدمة العسكرية
وزارة الخارجية تعلن عن وظائف شاغرة
فنان مصري ينفجر غضباً ويهدد بالاعتزال
العقبة للتكنولوجيا تستضيف وفد هيئة الاعتماد وضمان الجودة خلال زيارة ميدانية
محمد منير يطرح الأغنية الرسمية لكأس العرب 2025
البلقاء التطبيقية تبحث التعاون الأكاديمي والتقني مع بيرسون العالمية
الأمن السيبراني يتحول لقطاع اقتصادي استراتيجي بالخليج
مجلس الوزراء يوافق على تسوية غرامات المبتعثين وفق شروط
سوائل مفيدة في نزلات البرد والإنفلونزا

