الفساد عندما يصبح مؤسسياً

mainThumb

06-05-2023 11:36 PM

صحيح أن ظاهرة الفساد موجودة في كل دول العالم وليس هناك دولة استثناء من ذلك ولكن المشكلة في الفساد عندما يصبح مؤسسياً اي من فساد في دولة إلى دولة من الفساد والإفساد .
وهذا برأيي ما يعاني منه وطننا العزيز بحيث أصبح الفساد مستشري في كل مؤسسات الوطن بما في ذلك مجلس النواب الذي جاءت قوانين انتخابه مفصلة على مقاس كل حكومة منذ قانون الصوت الواحد سيء السمعة الذي اعترف رجل دولة بوزن المرحوم مضر بدران في مذكراته إنه جاء بتوصية من السفير الأميركي .
والدولة اي دولة عندما تصل لهذه المرحلة، يصبح القمع سلاحها الوحيد في مواجهة شعبها وتضيق بالرأي الآخر ، كما حدث مع الفقير لله كاتب هذه السطور وسمعت هذه الكلمة من شخص يقول إنه يمثل رأس الدولة وكتبنا يومها وقلنا الكثير ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي لأن الفساد والظلم والقهر سيد الموقف .
في وقت وزمن مضى كنا نسميه بالعرفية لم تصل الدولة إلى ما وصلت إليه اليوم وللأسف اصبح الكثير منا يحن للماضي على حساب الحاضر والمستقبل الذي أصبح مجهولاً ، فأي مستقبل ينتظرنا في ظل هكذا حكومات ، وكم من الحوادث تثبت أننا عدنا لاسوأ ما كان أيام الانتداب البريطاني مع ما يعرف بالمعاهدة الاردنية الأمريكية التي جعلت من الجندي الأمريكي أو المواطن الأمريكي المتواجد على أرض الاردن بأنه دولة داخل الدولة اي كأنه طائرة أو باخرة أو بارجة أمريكية حتى تقزم دور الوطن ورأينا في ظل هذا الضعف وزير المالية الصهيوني يقدم خارطة نافياً وجود الدولة الأردنية من أساسه وقد احتج الاردن رسمياً على تلك الوقاحة الصهيونية التي هي أمر طبيعي ولكن لم نسمع أو نرى من احتج على مذكرات نتنياهو التي اسماها مكان تحت الشمس وما جاء به حول الاردن ليعرف أهل الكهف في وطننا إن هذا العدو لا سلام معه ولا يعرف إلا لغة القوة التي لا تستطيع أي دولة عربية بوحدها مواجهته لوقوف كل صهاينة العالم وحتى العرب معه، ولكن لماذا لا ننظر إليه نظرة واقعية بدل أوهام السلام التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه ؟.
لماذا لا نتوحد مع كل الدول العربية الرافضة لهذا الكيان أو محور المقاومة بدلاً من الارتماء في أحضان امريكا التي هي الكيان الصهيوني الآخر ولكن للأسف كل الحكومات المفروضة على الوطن وبهدف إرضاء صندوق الفقر الدولي ارتمت في أحضانه حتى أصبح لا خيار لهذه الحكومات إلا رفع الأسعار وليس مهم لديها أن تصبح حياة المواطن الاردني جحيماً لا يطاق وكل تلك السياسة الموجهة لإذلال الشعب وقهره حتى لا يفكر الا بلقمة الخبز التي أصبحت للأسف مجبولة بالذل والإهانة لذلك لا بديل أن نفكر جميعاً كوطن ومؤسسات بصوت واحد نريد حلاً لما نحن فيه لا نريد شعارات الطبشور الفارغة نعم لشعار ما العمل ، هذا هو سؤال اليوم والغد إذا أردنا أن نخرج من عنق الزجاجة ونضع أيدينا على الجرح ونسمي الاشياء بمسمياتها الصحيحة ولعمرك أن هذا هو الطريق الصحيح رغم صعوبته ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد