الإجهاض .. أنواعه وأسبابه وآلامه والعلاجات المستخدمة

mainThumb

10-05-2023 10:31 AM

السوسنة - تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، عن الإجهاض، وهو فقدان الحمل قبل الأسبوع العشرين، والذي تحدث أغلب حالاته في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتعد مشاكل الكروموسومات المسبب لمعظمها.

وتوضح نشرة المعهد أنواع الإجهاض، وأسبابه، وآلامه التي تختلف من سيدة إلى أخرى، إضافة إلى بيان ماذا يحدث أثناء الاجهاض، والوقت الذي يستغرقه، والعلاجات المستخدمة.

أنواع الإجهاض:
قد يشخصكِ الطبيب بأحد أنواع الإجهاض التالية:
- الإجهاض الفائت (Missed abortion): حيث تفقد المرأة الحمل وهي غير مدركة لحدوثه. لا توجد أعراض للإجهاض، لكن الموجات فوق الصوتية تؤكد أن الجنين لا يمتلك دقات قلب.
- إجهاض كامل (Complete abortion) : حيث تفقد فيه المرأة الحمل بشكل كامل ويكون الرحم فارغاً. كما تكون قد عانت من نزيف وخروج أنسجة الجنين. يمكن للطبيب تأكيد حدوث إجهاض كامل باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- الإجهاض المتكرر (Recurrent abortion): ويعرف بحدوث ثلاث حالات إجهاض متتالية، ويصيب حوالي 1٪ من الحوامل.
- تهديد بالإجهاض (Threatened abortion): حيث يظل عنق الرحم مغلقًا، لكن المرأة تنزف وتعاني من آلام وتقلصات في عضلات الرحم. يستمر الحمل عادة دون مشاكل أخرى. قد يراقبك الطبيب أثناء الحمل عن كثب لبقية فترة الحمل.
- الإجهاض المحتوم (Inevitable abortion): حيث تعاني المرأة من نزيف وتشنج ويبدأ عنق الرحم في الانفتاح (يتوسع) ويمكن تسريب السائل الأمنيوسي، وبذلك يكون احتمال حدوث إجهاض كامل مرتفعاً.

كيف أعرف أنني أعاني من إجهاض؟
قد لا تدركين أنكِ تعانين من الإجهاض. العلامات الأكثر شيوعًا عند السيدات اللواتي يعانين من أعراض الإجهاض هي:
- النزيف الذي يتطور من خفيف إلى شديد. قد تخرج أيضًا أنسجة رمادية أو جلطات دموية.
- تقلصات وآلام في البطن (عادة ما تكون أسوأ من تقلصات الدورة الشهرية).
- آلام أسفل الظهر قد تتراوح من خفيفة إلى شديدة.
- انخفاض في أعراض الحمل.
اتصلي بالطبيب على الفور إذا كنت تعانين من أي من هذه الأعراض.

ما الذي يسبب الإجهاض؟
تسبب تشوهات الكروموسومات حوالي 50٪ من جميع حالات الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى (حتى 13 أسبوعًا) من الحمل. الكروموسومات هي هياكل صغيرة داخل خلايا الجسم تحمل جيناتك. تحدد الجينات جميع السمات الجسدية للشخص، مثل الجنس والشعر ولون العين وفصيلة الدم.
أثناء الإخصاب، عندما تلتحم البويضة مع الحيوان المنوي، تتجمع الكروموسومات المتشابهة في كل منهما معًا. إذا كانت البويضة أو الحيوانات المنوية تحتوي على كروموسومات أكثر أو أقل من الطبيعي، فسيكون للجنين عدد غير طبيعي منها. عندما تنمو البويضة الملقحة في الجنين، تنقسم خلاياها وتتكاثر عدة مرات. تؤدي التشوهات أثناء هذه العملية أيضًا إلى الإجهاض. تحدث معظم مشاكل الكروموسومات بالصدفة. ليس معروفًا تمامًا سبب حدوث ذلك.

هناك عدة عوامل قد تسبب الإجهاض:
- العدوى.
- التعرض لأمراض فيروسية مثل عدوى (TORCH)
- الاختلالات الهرمونية.
- الانغراس غير السليم للبويضة المخصبة في بطانة الرحم.
- العمر
- تشوهات الرحم.
- قصور عنق الرحم (يبدأ عنق الرحم في الانفتاح في وقت مبكر جدًا من الحمل).
- عوامل نمط الحياة مثل التدخين وشرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات الترويحية.
- اضطرابات الجهاز المناعي مثل الذئبة.
- أمراض الكلى الحادة.
- الأمراض القلبية الخلقية
- داء السكري غير المسيطر عليه.
- مرض الغدة الدرقية.
- التعرض للإشعاع.
- بعض الأدوية، مثل عقار إيزوتريتنون (Accutane) لعلاج حب الشباب.
- سوء التغذية الحاد.

لا يوجد دليل علمي على أن الإجهاد أو ممارسة الرياضة أو النشاط الجنسي أو الاستخدام المطول لحبوب منع الحمل يسبب الإجهاض. مهما كان وضعكِ، من المهم ألا تلومي نفسك على الإجهاض. معظم حالات الإجهاض لا علاقة لها بشيء قمتِ به أو لم تفعليه.

ما مدى ألم الإجهاض؟
تختلف حالات الإجهاض من شخص لآخر. تعاني بعض السيدات من تقلصات مؤلمة، بينما يعاني بعضهن الآخر من تقلصات مشابهة لدورة الحيض. قد يؤثر نوع الإجهاض أيضًا على مستوى الألم لديك. على سبيل المثال، إذا كان لديك إجهاض كامل في المنزل، فقد يكون لديك ألم أكثر من السيدة التي فاتها الإجهاض ولديها إجراء جراحي لإزالة الحمل.

ماذا يحدث أولاً أثناء الإجهاض؟
من الصعب تحديد ما يحدث أولاً أثناء الإجهاض لأن أعراض كل شخص مختلفة. في بعض الأحيان لا توجد علامات إجهاض، وتكتشفين في الفحص بالموجات فوق الصوتية قبل الولادة أنك فقدت الحمل. يعاني معظم الناس من درجة معينة من التشنج والنزيف، لكن ما يحدث أولاً يختلف.

كم من الوقت يستغرق الإجهاض؟
هذا يعتمد على عدة عوامل. تعاني بعض السيدات من تقلصات مؤلمة ونزيف حاد لفترة أطول من غيرهن. يمكن لمقدم رعاية الحمل أن يخبرك بما يمكن توقعه ويقدم لك النصائح حول كيفية إدارة الألم والتشنجات أثناء الإجهاض.

ما هي عوامل الخطر للإجهاض؟
عامل الخطر هو سمة أو سلوك يزيد من فرصة إصابة الشخص بمرض أو حالة. تشمل عوامل الخطر للإجهاض ما يلي:
- عمرك: تشير الدراسات إلى أن خطر الإجهاض يتراوح بين 12٪ و 15٪ للسيدات في العشرينات من العمر وترتفع إلى حوالي 25٪ للسيدات في سن الأربعين. تحدث معظم حالات الإجهاض المرتبطة بالعمر بسبب خلل في الكروموسومات (الجنين مفقود أو كروموسومات إضافية).
- الإجهاض السابق: إذا كان لديك إجهاض سابق، فلديك فرصة بنسبة 25٪ للإصابة بإجهاض آخر(أعلى قليلاً من امرأة لم تتعرض للإجهاض).
- الظروف الصحية: بعض الحالات الصحية مثل مرض السكري غير المُدار أو العدوى أو مشاكل الرحم أو عنق الرحم تزيد من فرصتك في الإجهاض.
ما بين 10٪ و 20٪ من حالات الحمل المعروفة تنتهي بالإجهاض. تحدث معظم حالات الإجهاض (80٪) خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (حتى 13 أسبوعًا من الحمل). أقل من 5٪ من حالات الإجهاض تحدث بعد 20 أسبوعًا من الحمل، وقد يكون معدل الإجهاض أعلى بعد فترة وجيزة من زراعة الجنين، حيث لا تدرك السيدة أنها حامل لأن النزيف يحدث في وقت قريب من فترة الحيض وهذا يسمى الحمل الكيميائي(Chemical pregnancy) .

ما هي علاجات الإجهاض؟
إذا كنتِ تعانين من فقدان الحمل، فيجب إستخراج الجنين من رحمك. إذا تُركت أي أجزاء من الحمل داخل جسمك، فقد تواجهين عدوى أو نزيفًا أو مضاعفات أخرى. إذا اكتمل الإجهاض وطرد رحمك جميع أنسجة الجنين، فلن تكون هناك حاجة عادةً إلى مزيد من العلاج. سيجري الطبيب فحصًا بالموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم بقاء أي شيء في الرحم.

إذا لم يزل جسمك كل الأنسجة من تلقاء نفسه أو إذا لم يحدث نزيف، سيوصي الطبيب بإزالة الأنسجة بالأدوية أو الجراحة.

- العلاج غير الجراحي:
قد يوصي الطبيب الانتظار لعدة أيام. إذا كان الانتظار لتمرير الأنسجة غير آمن أو كنتِ ترغبين في إزالة الأنسجة في أسرع وقت ممكن، فقد يوصي بتناول دواء يساعد الرحم على اجتياز الحمل. لا تتوفر هذه الخيارات عادة إلا إذا كنت قد أجهضت قبل 10 أسابيع من الحمل.

إذا لم يتم تأكيد الإجهاض، ولكن كان لديك أعراض إجهاض، فقد يصف لك الطبيب بعض التعليمات مثل الراحة في الفراش لعدة أيام. قد يتم إدخالك إلى المستشفى طوال الليل للمراقبة. عندما يتوقف النزيف، قد تتمكنين من متابعة أنشطتك الطبيعية. إذا كان عنق الرحم متوسعاً، فقد يتم تشخيصك بقلة كفاءة عنق الرحم (Cervical incompetence)، وقد يتم عمل إجراءٍ لإغلاق عنق الرحم (تطويق عنق الرحم).

- العلاج الجراحي:
قد يقوم الطبيب بإجراء توسيع وكحت لبطانة الرحم (Dilatation and curettage) إذا لم يتم إخراج الجنين كاملاً، أو إذا كنتِ تنزفين بغزارة. قد تكون الجراحة هي الخيار الوحيد أيضًا إذا تجاوز حملك 10 أسابيع من الحمل. أثناء هذه الإجراءات، يتم توسيع عنق الرحم، ويتم كشط أي نسيجٍ متبقٍ متعلق بالحمل، أو شفطه برفق من الرحم. يقوم الطبيب بإجراء هذه العمليات الجراحية في المستشفى، وتكون تحت تأثير التخدير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد