دوائِـــــر

mainThumb

10-05-2023 02:59 PM

و تُغلقَ عليكَ دائرةُ أحزانكَ من حَيثُ لا تدري، لا تعلمُ من أين و أين تُصب الأثقالُ على كاهلِك و لا تعرفَ أيضاً كيفَ تُصرِفها بأي طريقةٍ و أي أسلوب، تجلسُ في مُعتكف الوحدة لإنك تُعاني، تُعاني من ضيقِ الشُعور و ألم الحَسرةِ الكبير لما تفقدهُ مِن مشاعِر، الأصعبُ من فقدانِنا للمشاعِر هو المُتسبب في إنزِلاقها، الجسدُ المَشاعري هو أهششُ نُقطة قد تَنهارُ في فترة من الأحداث الوجيزة المُتتاليه التي قد تقعُ على بَدنِ القلب، فلا يعلمُ القلب من أين يُدرك مدى صُعوبتها، ولا إزاحتها، فَهي مُتمركزة في مُتنفسِ الجدار القلبـي و قد تُعصف في مُنحنيات الذاكرة مع إستنشاقُ الهواءِ الطـلق للتنفُس، و التنفيس فلولا وجُود مُتنفس لغرِق عُمق القلبِ في إستذكار مُعاناتهِ في كُل فجرٍ و ليلة.

لا تتمركزُ أحداثُنا حول شخص إنما تنتقل لغيرنا عن طريقنا، عن طريق البث المحسوس، و الروح الخفيفه و الإستقبالِ المُزدوج للأفكار و المُقتطفاتِ العِنوانية، ليجدُر بي قَولي هذا، سأطرحُ مثالاً على إتصالكَ بشخصٍ روحياً دون معرفته بهذا الإتصال، فإن موجات تفكيرُك داخلياً تتردد بصوته و صوت حركاتِه و صوت همسه و مُخططاته، في حال وجِدت الحاسه القابضة المُسمى بالحدس الداخلي العميق للإنسان المُتردد في ذِهنه و إيماءاتِ هَمساتِه لتقوم بالتحكُم بِه لا هو المُتحكم بِها بل هي المُسيطرة عليه كُلياً لإدارةِ جميعِ شؤونه.

ما تشعُر بالحدسِ حيالهُ فهو آتيك فأنت تُحدد ما سيكُن مَصيرُك، فإن حبلُ مشنقةِ الإنسانِ أفكاره، تقودُك أفكارُك  إلى عالمِك المُنتظر وهو ليس العالم الذي ترسُمه و تحلُم بِه بل الذي تحُس بِه، و تُناجيه بشتى طُرقكَ الإنفعاليه، فإستنبطوا عوالمَكُم مِن قوةِ إحساسكُم لا مِن التركيز على رقته و ضعفه الهَشة الغيرِ مُجديةَ النَفع.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد