صحيفة السوسنة الأردنية

استقلال الأردن هو يوم راسخ في وجدان وعقول وقلوب جميع الأردنيين، هو يوم شرف وكرامة وأمل لشعب كافح سنوات طويلة لنيل حريته الغالية، بسواعد الأجداد والآباء حقق الأردنيون حلمهم بحرية بلدهم العظيم. فالأردن ليست مجرد كلمة تنطق بها الألسن بقدر أنها حب صادق ينبع من قلوب آمنة بحتمية النصر، قلوب الأسلاف الذي حفروا هذه الأرض بدمائهم وعرقهم وعقيدة راسخة أن الأردن سيبقى شامخاً أبد الدهر.
احتفالات الأردنيون باستقلال الوطن هو تعبير عن الفرحة التي تغمر القلوب بمناسبة وطنية جليلة، وإذ تمر الأعوام ويزداد اليقين بأن يكون يوم الاستقلال هو يوم تجديد العهد بين الأردنيين وأرض الأردن المباركة، وأن حريتها هي الهبة العظيمة التي قدمها أبناؤها لها، فمهما يُقَدم للأردن يبقى قليل على الفضل الذي لا يضاهيه فضل، بأن الله قد أنعم علينا بالأردن بلد يحمي أبناءه ويرعاهم ويحتضنهم بالشدة والرخاء، فلو فكر واحد منا بما يدور من أحداث ومواقف تمر بها بعض دول العالم ، لحمدنا الله على نعمتي الاستقرار والأمن اللتان حبا الله الأردن بهما.
الدموع تنساب من المآقي والعلم الأردني العزيز يرفرف في الآفاق، معلناً حرية الأرض وأهلها، لتعم الأفراح في كل بيت أردني من شرقه لغربه من شماله لجنوبه، ما زرعه الأجداد حصده الأحفاد وستحصد ثماره الأجيال القادمة، الذين ما انفكوا يقسمون على حماية تراب الأردن على مر العصور.
استقلال الأردن هو يوم نصر لترابه وسمائه هو يوم فخر ترتفع الهامات عالياً بشموخ وعز وكبرياء، هو يوم يكتب فيه قصائد في حب الأرض والحياة والتضحية والفداء، سطر الأجداد ملحمة كفاح تليدة كتبت بماء الذهب، وانبرت كوكبة العظماء الذين قدموا الغالي والنفيس لأجل وضع الأردن المكان الذي يستحق دولة أبية عزيزة، يعلو صوته بالحق صداحاً، ينافح عن المظلومين ويأخذ على أيدي المستبدين، إنها أسطورة استقلال الأردن التي لا يمكن أن تتكرر إلا في الأردن بلد المجد والإباء.
وإذ نهنيء الشعب الأردني بميلاد جديد يكتبه يوم الاستقلال، ميلاد أمة عزيمتها أبداً لا تلين، وإرادتها صلبة كالحديد تكسرت الأغلال على صخرة إرادتها الثابتة.