سيمون دي بوفوار ونظرية المثلية الأنثوية.

mainThumb

22-06-2023 04:10 PM

ولدت سيمون إرنستين لوسي ماري برتراند دي بوفوار (والداها هما جورج برتراند دي بوفوار وفرانسواز بوفوار، وكان والدها سكرتيرًا قانونيًا ووالدتها ابنة مصرفي ثري. ولديها شقيقة اسمها هيلينا أصغر منها سنًا. فقدت عائلتها معظم ثروتها بعد الحرب العالمية الأولي). وتدعى سيمون دي بوفوار، ولدت في م1/9/1908 في باريس، لأسرة كاثوليكية غنية، وتلقت تعليمها في مدارس خاصة بباريس، كما التحقت بمعهد ديني راقي وهي في السادسة من عمرها، ولكن في الرابعة عشر من عمرها انسحبت بعد تغير فكرها إلى اليسارية. وصفها والدها أنها تفكر مثل الرجال، وتمكنت من دراسة الفلسفة بجامعة السوربون بعد دراستها للرياضيات، وتضمنت رسالتها ”عالم الرياضيات والألماني غوتفريد لايبنتس”. تعتبر سيمون دي بوفوار كاتبة ومفكرة فرنسية، وفيلسوفة وجودية، وناشطة سياسية، ونسوية إضافة إلى أنها منظرة إجتماعية. ورغم أنها لا تعتبر نفسها فيلسوفة إلا أن لها تأثير ملحوظ في النسوية والوجودية النسوية. كتبت دي بوفوار العديد من الروايات والمقالات والسير الذاتية ودراسات حول الفلسفة والسياسة وأيضاً عن القضايا الإجتماعية. إشتهرت سيمون دي بوفوار برواياتها والتي من ضمنها "المدعوة" و"المثقفون" كما اشتهرت كذلك بكتابها "الجنس الآخر" والذي كان عبارة عن تحليل مفصل حول إضطهاد المرأة وبمثابة نص تأسيسي للنسوية المعاصرة. قامت بإنهاء امتحانات البكالوريا في الفلسفة والرياضيات في عام 1925، وحصلت على شهادة الدراسات العليا في الأدب اللاتيني والفرنسي. وفي عام 1926، ذهبت للعيش مع جدتها لتدرس الفلسفة في السوربون. وقد حصلت على شهاداتٍ في الفلسفة العامة، تاريخ الفلسفة، المنطق واليونانية عام 1927. وبعد ذلك حصلت على شهاداتٍ في علم النفس وعلم الاجتماع والأخلاق في عام 1928. وكانت حينها السيدة التاسعة التي تحصل على إجازةٍ من السوربون في ذلك الوقت وقد حازت على الدرجة الثانية في اختبار فلسفة التجميع حول كتابة أطروحة على ليبنيز، لتكون أصغر من اجتازوا ذلك الإمتحان في وقتها، وأصبحت فيما بعد أصغر معلمةٍ للفلسفة في فرنسا. وهناك التقت زميلها جان بول سارتر الذي كان الأول في الإمتحان.

بدأت سيمون دي بوفوار حياتها المهنية كمعلمةٍ في ليسي في مرسيليا في عام 1931. في عام 1932 انتقلت إلى روين لتدريس الأدب والفلسفة المتقدمة في ليسي جان دارك، َدعت إلى السلام، وكانت صريحةً حول حال المرأة، فكانت تلقي الخطابات وتلوم المسؤولين بشكلٍ رسمي، وفي وقتٍ لاحق من عام 1941، قامت الحكومة النازية بإقالتها من منصبها. ولم تتزوج قط، لكنها ظلت على علاقةٍ طويلة مع الفيلسوف الشهير جان بول سارتر منذ أكتوبر 1929 بدون زواج عادي. وتبنت دي بوفوار سيلفي لابون، وقد كانت وريثة أعمالها الأدبية. إبتدعت بوفوار مفهوم "الحب الأصيل" الذي اعتبرته واحداً من أكثر الأدوات قوةً للأفراد الراغبين بالحرية، إلى جانب عيشها أكثر من 50 سنة في علاقة حب غير تقليدية مع شريكها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر. بدأت وظيفتها كمعلمة في مدرسة ثانوية في مارسيليا عام 1931 ثم انتقلت إلى ليسي بير في روين. عرفت بوفوار بعلاقتها الشاذة مع فتيات قاصرات من خلال عملها كمعلمة واللاتي عرفتهن إلى سارتر، وقد سببت طبيعة بعض تلك العلاقات الكثير من الجدل حول سيرتها الذاتية. كتبت إحدى طالباتها السابقات وتدعى بيانكا بينفيلد في كتاب لها تحكي عن مذكراتها بأنها تعرضت للتحرش الجنسي من قبل أستاذتها سيمون دي بوفوار. وفي عام 1943 تم توقيف بوفوار عن مهنة التدريس نظراً لإتهام طالبتها ناتالي سوروكين ذات السبعة عشر عاماً بإغوائها في عام 1939 للزواج المثلى معها. لقد تقاربت آراء كل من العالم جون موني صاحب نظرية الجندر والفريد كينزي صاحب نظرية المثلية الذكورية وسيمون دي بوفوار صاحبة نظرية المثلية الأنثوية من بعضهم البعض. فنتساءل: لماذا إنحرفوا هؤلاء العلماء الثلاثة والمتميزون في ذكائهم هذا الإنحراف الجنسي رغم انهم يرجعون إلى خلفيات دينية مسيحية متزمتة؟!. فهل كان إنشغالهم معظم اوقاتهم بابحاثهم ولم يجدوا وقتا كافيا للزواج وتحمل مسؤولية الزوجة والأولاد وتربيتهم وتعليمهم سببا في ذلك؟!. وهل لو كانوا مسلمين لرجعوا إلى كتاب الله القرآن الكريم وتدبروا الآيات (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (الذاريات: 22و23، الإسراء: 31)) وكانوا سويين كغيرهم من الذكور والإناث ولم يتبنوا نظريات شاذة عن طبيعة البشر التي خلقهم عليها؟!. والله خلقنا من ذكر وأنثى للتكاثر وحفظ الجنس البشري وعدم إنقراضه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 13)).
اكتب إلى Tayel Damin


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد