كَيان مُسـتباح

mainThumb

23-07-2023 11:06 PM

لا يستوجبُ على العقلِ إيذاءُ العقلِ الآخر و لا يُستباح؛ و يُمنع منعاً باتاً شمول الأفكار الحُكمية على الجميع و كأنهم شخص واحد فقط و إتهامِهم جميعُهم بِحمل نفس الصِفات، فلكُل قاعدة شواذ، يختلفُ فكري الصادر مني و النابِعُ من شخصي عن فِكر فُلان و غيره، و قياسُ مدى رؤيتي أيضاً قد يطولُ أو يقصُر حسب موضوع مُعين، و في تحليل الأمور أكُن شخص آخر و عِند التعدي على أفكاري أستجمع قواي الجِدالية في دِفاعي عنها عندما يُخالفها البعض من الناس ليسَ لتعصُب يوجد بي ولا لفرضِ رأي أو سيطرة على الشخص المُقابل و إنما هو لتمسُكي بِها لكوني أملُك نمطية مُختلفه بالحوار و الحديثِ و التفكير يجبُ عليكَ كَ شخص إحترامها و تقديرها، حتى لو لم تكُن صائبة، فإستباحتُك في أذية أفكاري بِرفضها و تصغيرها و قمعِها و تحجيمها و إلغاءِ وجود أساسها من الصحة، لا تجعل ثورةُ عقلي تهدأ، بل ستثور و تزداد، فإن في الخلاف الفِكري، إنشطارُ في عِدة موارد، منها، أحترم فِكري قبل أن تُقلل منه، و ما تُحرمهُ على غيرك لا تستبيحُه لِنفسِك، فلا أنتَ مُرسل ولا هُم مُنزلون، نحن البشرُ مجموعةُ أفكار مُنسجمه تختلفُ في قِطاعات و تنسجمُ في قِطاعات أُخرى، و بالرفضِ قوة في شتى الطُرق أي كان، إن كان لرأي، فكرة، موضوع، أسلوب، حوار، لكن من يحكُم رفضك و يُشيدهُ بالقوة هو حنكةُ أسلوبك في إظهار هذا، و تأتي قوةُ الحوارِ من ثباتُك و تعابير وجهِك لا في صُراخك و همجيةُ إلقائِك.

و مِن الغباءِ الفِكري و العَقلي أن تعتقدُ مَن حولك هُم أقُل قدرة مِنك في تَحكيم الأمورِ التي تجري حولَك، من المُمكن لطِفلة مُراهِقة تقويمُ سلوكُ إمرأة أربعينية عاشت أكثرَ مِنها، و من المُمكن لطالب جامعي مُبتدىء أن يُفيد من هو أعلا مِنه في عدد السنَواتِ الجامِعيه، المغزى ليسَ في عُمرك بل بنضوج فِكرك، خبرتُك، قُدرتُك على الإِقناع، رُقي مستواك الفِكري و ألوان مُعتقداتُك المرسومةِ في عَقلك، و ما هُذب منها و ما بُقي ثائراً في وجه كُل شيء، لا تكُن مُندفعاً فتُظلم ولا تكُن متراجِعاً فتُمحى، ولا تكُن مُتماشياً مع كُل ما تَسـمع، إصنع لِنفسك كـيان، إصنع لنفـسِكَ مُستعمرتُك الخاصه التي تليقُ بك، ولا تجعل مَن حَولك يُلطخها برجعيته و نظرته الدونيه لك، و قمـعِك، كُن أنت القامعُ الإيجابي و إقمع أفكار العُقول المُلتويه البعيدة عن إنحِنائاتِها التي من المُفترض أن تسيرَ بِها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد