صحيفة السوسنة الأردنية

في الوقت الذي تقومُ فيه الجهات التعليميّة الرّسمية بتحديد وخَفض مقاعد القبولات الجامعيّة في التخصصات الطبية، تمنح تراخيصَ لإنشاء كلياتٍ طبيّة في القطاع الخاصّ للجامعاتِ الأهلية.
العام الماضي، قامت إحدى الجامعات الحكوميّة، مثلًا، بقبولِ أكثر من 600 طالب، في كليّة الطب البشري، فيما اليوم يتم الحديث أنّه سيتم قبول ما بين 600 إلى 650 طالب في كليات الطب في الجامعات الحكوميّة قاطبة في الأردن. إنْ صحّ هذا الحديث، وأصبحَ قرارًا، فهو الظلمُ بعينِهِ، بحق طلبة التوجيهي المتفوقين، إذْ يعانون كلّ عامٍ من غياب المسطرة العادلة في تحقيق طموحاتهم وأحلاهم التعليمية،  فليسَ من المعقول أنْ يقبل طالبٌ بمعدّل 88 في كلية الطب العام الماضي، وطالب حصل على معدل 95 لن يقبل طلبه هذا العام.
قد يقول قائل، إنّ كلَّ عامٍ يختلف عن الآخر، هذا صحيح مبدئيًا، ولكن نحنُ أمام ظاهرةِ فتحِ كليات طبية في الجامعات الخاصّة، تطمح إلى تسجيل الطلبة فيها، الأمرُ الذي يفسّره البعض بأنّ  خفضَ أعداد القبول في الجامعات الحكوميّة جاءَ لصالحِ تلك الجامعاتِ (الخاصّة)..؛ لتفعيلِها والمضي قدمًا في مسيرتها الأكاديمية. (...)
هذه السيناريوهات تطرحُ أسئلةً كبيرة مِن وراءِ تخفيضِ أعداد القبولات في الكليات الطبية، وتخلطُ الحابل بالنابل، ضحيّتُها في النهاية الطالب المجتهد وأولياء الأمور الذين تبخّرت أحلامهم في رؤية أبنائِهم أطباء.