عريس معان مأساة تتكرر

mainThumb

12-09-2023 12:38 AM


لا شك أن حادثة عريس معان المأسوف على شبابه المرحوم حمزة الفناطسة قد آلمت وأوجعت كل مواطن أردني؛ وذلك لطبيعتها المأساوية التي تتلخص في أنّ المرحوم قتل ليلة عرسه وفيما يعرف لدينا بحمام العريس والقاتل هو من أعز أصدقائِهِ كما سمعنا وقد جاء ليشاركه في فرحه واستخدم التعبير الخاطئ بإطلاق النار فرحاً وسروراً بصديقه الذي أصابته إحدى رصاصات الصديق ليلاقي وجه ربه في يوم فرحه، ونحتسبه عند الله من الشهداء وليعيش صديقه المأساة ذاتها بفقدانه لصديقه الحميم من جانب والسجن والحرمان من الجانب الآخر ولتعيش مدينة معان الأبية كلها تلك المأساة وتصبح كارثة إنسانية ووطنية فقدان شاب لا يتجاوز اثنان وعشرون ربيعاً من عمره وهذا الشاب رحمه الله كما هو معروف وحيد لوالدته كان الله بعونها وقد عاش حياته يتيم الأب والمأساة الأخرى ضياع آخر وهو صديقه في السجون ناهيك عن المشاعر الإنسانية لذلك الشاب الذي أراد أن يفرح لصديقه فقتله وهو يحاول أن يشاركه فرحه فقد كانت مأساة تدمي القلوب قبل العيون .
لكن برأي الحكومة والحكومات السابقة كلها تتحمل المسؤولية بهذا المأساة لماذا التهاون في حياة المواطنين ولو عرف أي شخص يطلق الرصاص أن هناك عقوبات ستتخذ بحقه لما أقدم على تلك الفعلة وكلنا يعلم من غير لف أو دوران أن بعض المناطق في الوطن عندما تحصل بها أفراح تتحول إلى ما يشبه لساحات الحرب وعلى مسمع من كل الجهات الأمنية التي انتفضت اليوم مستنكرة ومستنفرة في حادثة معان وليس هناك ما هو مخفي لم نسمع أو نعرف يوماً أن الجهات المعنية اعتقلت مواطناً بسبب تلك الظاهرة المتخلفة ولا ننتبه لشيء للأسف إلا بعد حدوث فاجعة ومأساة كتلك التي حدثت في معان ، ما أتمناه في هذه اللحظات العصيبة أن تترجم مشاعر الناس وتعبيرهم عن تلك الفاجعة إلى ميثاق شرف في كل محافظة وتوابعها من القرى والأرياف وأن يكتب تعهد في كل محافظة بعدم إطلاق العيارات النارية ومن يريد أن يفعل ذلك يمنع من حضور الفرح ويبلغ عنه الجهات المختصة التي نتمنى أن تكون جدية هذه المرة في تجاوبها في مثل هذه الحالات خاصة أن من يقوم بتلك المخالفات لا يفعل ذلك بالخفاء ومن خلف الكواليس ولكن على عينك يا تاجر ويتباهوا بأصوات الأسلحة المختلفة .
إن مأساة معان وعريسها أتمنى أن تكون درساً وعبرة لكل إنسان يستخدم عقله عندما يريد مشاركة إنسان عزيز عليه وإطلاق النار حتى لو تمت بسلام فهي ظاهرة متخلفة غير حضارية تسبب إزعاج للآخرين ناهيك عن شبح الموت الذي يحوم كلما استخدمت تلك الظاهرة وكم من رصاصة مجهولة أصابت بريء وقتلته أو تركت به إعاقة أبدية وتسجل ضد مجهول ، ويبقى الأمر اليوم مسؤولية الدولة الأردنية وعلى أولئك المتكرشين خلف مكاتبهم أخذ الأمر بجدية لخطورة هذه الظاهرة التي ربما تعيدنا لعصر ما قبل الدولة والثارات العشائرية والانقسام بين أهل المنطقة الواحدة وربما العائلة الواحدة .
رحم الله فقيد معان والوطن الشهيد الشاب حمزة الفناطسة وألهم أهله ووالدته وكل أهالي معان الكرام الصبر والسلوان وفي ختام الأمر أقول ما قلته في مقال في جريدة الرأي في منتصف ثمانينيات القرن الماضي عن هذه الظاهرة إننا نريد حلاً لا جاهات ولا عزاء للصامتين .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد