العالم:قبل وبعد 11 سبتمبر 2001

mainThumb

19-09-2023 12:41 AM

لا شك أن هناك أحداث في التاريخ لم ولن يتجاوزها الزمن وسيبقى أثرها أحد أهم معالم التاريخ البشري ومن تلك الأحداث حادثة الحادي عشر من سبتمبر 2001م عندما تفاجئ العالم كله بصراخ الولايات المتحدة الأمريكية وأنها تعرضت لأكبر عملية إرهابية أصابت رموزها الاقتصادية من خلال تدمير برجي التجارة العالمية الشهيرين كما تعرضت قوتها العسكرية المتمثلة بالبنتاغون وإن كانت الطائرة قد أسقطت قبل وصولها للهدف.

ويومها وقف العالم كله مع الولايات المتحدة متضامناً حتى أكثر الدول خلافاً مع سياستها ولكن الولايات المتحدة لم تقف مع شعبها ولكنها وقفت مع رجال الأعمال من أصحاب الشركات من أرباب صناعة القتل والدمار، ورغم كل ما رافق من تلك الحادثة من علامات استفهام وتعجب كبرى وكتب عن ذلك الكثير من القادة والمفكرين من كل دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها فهل كانت حادثة 11سبتمتر مدبرة من المخابرات الأمريكية ذاتها بهدف استمرار فرض سياسة القطب الأوحد في العالم الذي بدأ يتغير كما يبدو لصالح لاعبين آخرين مثل الصين وروسيا فكيف استطاعت مجموعة صغيرة محاصرة من كل دول العالم ومحاربة أن تقوم بما قامت به وأن تمرغ هيبة أمريكا بالأرض حقيقة أن كل فريق ممن يشكك بالعملية له مبرراته سواء كانت مدبرة أو من الجهات الأخرى المحسوبة على السياسة الأمريكية بأي شكل وبأي ثمن مع أمريكا لكن ما يجمع عليه الطرفان إن العالم ما قبل تلك الحادثة أصبح يختلف عن ما بعدها حتى أصبح التاريخ الإنساني كله في القرن الواحد والعشرين يؤرخ ما قبل وما بعد حادثة 11 سبتمبر 2001م ولكن الولايات المتحدة وهذا ما يعزز نظرية المؤامرة ويؤكد إنها كلها مدبرة من داخل أمريكا وتحديداً ما يعرف بالمحافظين الجدد من أصحاب الشركات المصنعة للسلاح وشركات البترول الذي سبق أن حذر من وصولهم للحكم الرئيس الأمريكي ايزنهاور الذي تحدث في خطبة الوداع عام 1961م وهو يغادر موقعه حيث قال بالحرف أن هناك تيار جديد داخل الحزب الجمهوري يسموا أنفسهم بالمحافظين الجدد ، هؤلاء لو وصلوا للسلطة سيخلطون بين مصالح أمريكا كدولة عظمى ومصالحهم الشخصية المرتبطة بتجارة النفط والسلاح وسوف تعاني منهم أمريكا كثيراً.
وبنظرة للتاريخ وما حدث ليس بعيداً عن المؤامرة وإن أمريكا استخدمت تلك الحادثة لإسقاط نظام طالبان الإرهابي المتأسلم الذي ليس له شرعية ولكن الغزو الأمريكي أوجد له تلك الشرعية والوصول إلى السلطة سريعاً والدليل عودته للحكم بمجرد الانسحاب أو الهزيمة الأمريكية بعد أن ارتكبت جرائم بحق الشعب الأفغاني الأعزل يندي لها الجبين الإنساني ، والجائزة الكبرى للصهاينة الجدد بالبيت الأبيض وحلفائهم في تل الربيع المحتلة كان غزو العراق وإسقاط نظامه الوطني والقضاء على كل نهضة العراق وقتل وتهجير علمائه واعتقال من بقى منهم وتحويله لدولة فاشلة يدفع ثمنها كل يوم الشعب العراقي ناهيك عن سلب ونهب أمواله وما يعرفه العالم أجمع بهذا الخصوص، وكانت الولايات المتحدة لديها إكمال مخططها لغزو سوريا ولكن المقاومة العظيمة في العراق أسقطت الحسابات والمخطط الأمريكي الذي رأيناه يطل من جديد من خلال ما عرف بالربيع العربي الذي ليس له علاقة بالعرب ويبقى تاريخ 11 سبتمبر هو الحدث المؤسس بكل ما نمر به حالياً ومن أسباب اللااستقرار في المنطقة والعالم ، وأمريكا ظهرت على حقيقتها وأنها استمرار بشع للاستعمار الأوروبي الكونيالي القديم بريطانيا وفرنسا والسياسة التي تتبعها أمريكا اليوم من حماقة وتهور سيدفع ثمنها الشعب الأمريكي قبل غيره ولا عزاء للصامتين.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد