نحن معك غزة

mainThumb

21-10-2023 08:50 PM

الاجتماع الذي دعا إليه الأردن والذي يضم مصر والأردن وفلسطين والولايات المتحدة، هدفت الأردن منه توحيد الآراء بالنسبة للأحداث التي تجري في غزة وإدراك الجانب الأمريكي لها، لكن وصول الرئيس الأمريكي بايدن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإعلان تأييده المطلق لإسرائيل، لم يعد هناك حاجة للاجتماع فقد حسمها بايدن بموقفه تجاه ما يحصل في قطاع غزة، فالأوضاع تزداد سوءاً يوماً بعد يوم والاحتلال الإسرائيلي مصر على ضرب البنية التحتية للقطاع رغم مناشدات المجتمع الدولي ودول العالم، أدى هذا التعنت الإسرائيلي إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى خاصة من النساء والأطفال، الحالة الإنسانية في قطاع غزة متردية بشكل لا يمكن وصفه ، والمبادرات التي تطرح من هنا وهناك لإنجاح مقترح الهدنة الذي دعت إليه دولا عدة كتركيا وقطر ومصر وروسيا وأخيراً المقترح الذي قدمته البرازيل محاولة لملمة الأوضاع منعا لتفاقمها وخروجها عن السيطرة لكن للأسف أفشله الفيتو الأمريكي.
الأردن يدرك مخاطر اتساع رقعة الصراع، فكان من أوائل الدول الذي اتخذ خطوات متقدمة قام بإرسال معونات عاجلة عبر الهيئة الخيرية الهاشمية إلى غزة، ودعا إلى توقف قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية للبيوت والمنازل والقبول بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة بشكل فوري وسريع، فالأوضاع يرثى لها مع تصاعد العدوان الإسرائيلي الهمجي على المدنيين، فالاجتماع الذي كان من المزمع انعقاده في عمان عقدت عليه آمال كثيرة للخروج من الأزمة وإيقاف الحرب تبخر، فإسرائيل والدول الداعمة لها ساهمت بشكل مباشر في عدم الاستقرار في المنطقة مما أدى إلى انعدام الأمن والذي شكل هاجساً تخشاه حكومات المنطقة. فمبادرة الأردن في استضافة القمة الرباعية أظهر بما لا يدع مجالاً للشك قلق الأردن على الأوضاع في قطاع غزة وسعيه الحثيث إلى توقف الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على سكان غزة المدنيين.
وقوف الأردن حكومة وشعباً مع الشعب الفلسطيني وبما يعانيه أهل غزة من ارتكاب المجازر في حقه، والعالم يكتفي بالصمت أو مساندة الكيان الإسرائيلي كما صرحت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وغيرها من الدول الغربية، أصبح أمراً لا يمكن الاكتفاء بالسكوت أمامه.
جهود الأردن لمنع أي تصعيد يشمل التخطيط لشن هجوم بري قد يوقع خسائر في الأرواح والممتلكات وتشريد العائلات من منازلهم، وإجبارهم على الخروج من القطاع، وذلك بتكثيف إطلاق الصواريخ على كل شيء في غزة لا ينكر.
النتائج التي كانت متوقعة من القمة الرباعية، كان من الممكن أن يكون لها الأثر الواضح في الأحداث الجارية في قطاع غزة، وسيظهر في مخرجاتها البصمة الأردنية العربية التي تحمل الهم الفلسطيني على مدى عقود طويلة، ولتقطع الطريق على أي طرف قد يهدف إلى طمس الوقائع التي تجري على أرض غزة من دمار سببه العدوان الإسرائيلي الهمجي، لا يقل همجية عن غزو المغول لأرض الرشيد بل أشد وطأة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد