تحويل التعاطف إلى تبني للسردية الفلسطينية .. دور الإعلام

mainThumb

06-11-2023 02:35 AM

 

مع دخول العدوانِ على غزّة شهره الأوّل، مخلفًا نحوَ عشرة آلافِ (شهيدٍ وليس قتل)، وآلافَ الجرحى جُلّهم من المدنيين وأغلبهم من النّساء والأطفال، يبدو التّفكير جديًا في مسؤوليّات كبيرة تقع على عاتق الجميع، خاصّة أنّنا لن نستطيع إنكارَ ما أحدثته هذه الحرب من (انقلابٍ) في الرأي العامِّ العالميّ الذي خرَجَ من الوصاية والتّوجيه والتجزئة والتعمية التي فرضتها وسائل الإعلام الغربيّة عليه.
وسنشير إلى التقرير الجديد الذي نشرته مجلة "الإيكونميست البريطانية"، والذي رصد نسب التأييد للفلسطينيين و(الكيان المحتلّ) على منصات التواصل الاجتماعيّ، فــ (48%) من المنشورات على إنستغرام داعمة لفلسطين مقابل (31%) داعمة للاحتلال، فيما المحايدون (22%). أما على تويتر فنسبة تأييد فلسطين (33%) مقابل (17%)، و (51%) محايدون. كما نشرت العديد من الجهات عدّة إحصائيات تظهر زيادة التعاطف مع القضيّة الفلسطينيّة، وأيضًا قدّم عدد من المسؤولين والصحفيين الغربيين والأمريكيين استقالاتهم.
ولعلّ السؤال يبرز هنا حول أهميّة تحويل هذا التعاطف إلى تأييد مبني على الحقِّ والتاريخ والمنطق، وهو الدّور المنوط ليسَ بالأفراد فقط، بل بوسائل الإعلام العربيّة، التي يجب أن تُسهم هي الأخرى في حشد تأييد عربيّ وإسلاميّ وعالميّ مبني على أساس الإيمان بعدالة القضيّة الفلسطينيّة، ونقل سرديتها بطريقة مُتقنة وصحيحة، وهذا يضعنا أمام عدّة مسؤوليات وتحديات يجب أن يتجاوزها الإعلام العربيّ، ونذكُرُ منها:

أولًا: عدم الانسياق وراء رواية الاحتلال
وتحتَ هذا البند يمكننا قولُ الكثير، حيثُ من الضروريّ التنبه إلى الأخبار المنقولة عن وسائل الإعلام العبريّة، خاصّة إذا علمنا أنّها في غالبها موجّهة ومقصودة، وأنّ أغلبها يأتي للكذب وتبرير قتل المدنيين، وفي نفس الوقت يجبُ أيضًا ألّا ننساقَ وراء تهويل قدرات "المُقاومة" الفلسطينيّة، وتصويرها على أنّها قوّة كبيرة وضاربة، لأنّه من المعروف أنّها مقاومة بسيطة وبأسلحة بدائيّة مقارنة بالأسلحة المتطورة التي يستعملها جيش الاحتلال، وهي الأفضل دوليًا.
ثانيًا: عدم الانسياق وراء مصطلحات الاحتلال
من المهمِّ جدًا أن نستمرّ في التأكيد، ضمن اللغة الإعلاميّة، على مصطلحات مثل: الاحتلال والعدوان واستشهاد ومدنيين ومقاومين، وألّا نستعمل المصطلحات التي تساوي بين القاتل والقتيل، والأخرى التي يحاول الاحتلال تبرير القتل فيها كاستعمال كلمة (تحييد) عوضًا عن قتل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد