سجل أنا عربي

mainThumb

16-11-2023 12:55 AM

قيل أنه من أطاع غضبه أضاع أدبه ، وأنا لا أريد أن اخرج عن حدود الأدب وسأحاول أن لا أطيع الغضب ، ولكنني غاضب الى حد الهستيريا ولا أظن أن هذا حالي أنا فقط فالشارع العربي غاضب لحد الغليان ولم يعد لدية مجال لكبح جماح غضبه ،وكثير أمثالنا من شرفاء وأحرار العالم ، كلنا نرى ونسمع وفي بث حي ومباشر جرائم عصابات الاحتلال الخارجة عن كل اعراف الحرب وكل نوازع الإنسانية، كلنا نرى عصابة الاجرام التي اطلقوا عليها ظلما لقب دولة تمارس ابشع المذابح بحق الأطفال والنساء والشيوخ ، أعطت تلك العصابة الفاسدة لنفسها الحق بارتكاب كل أنواع المجازر و القتل الممنهج ، أعطت لنفسها الحق بأن تئد أطفالنا أمام أعيننا، و أعطاها ما يسمى "بالمجتمع الدولي" الحق و الضوء الأخضر بذلك، ولا غرابة فمن قبل نشأة عصابة الاحتلال الهمجية وهم يعطونها الحق بكل ما يشبع غريزتها من الاجرام و الوحشية ويصفقون لما ترتكبه بحقنا ولكن الغرابة تكمن في أننا لا نزال نرد على هذه العصابة الإرهابية بالقانون الدولي ونسينا أن ذلك القانون هو من منحها " شرعية دولية" ودول المجتمع الدولي ذاتها هي التي أعطتها الحق لتقيم دولة اجرام تدنس بها أرضنا، في الوقت الذي يعلم القانون الدولي ونحن نعلم وعصابة الكيان المجرم كلنا نعلم وحتى الشجر و الحجر يعلم أنها ليست أرضه ولا حق له فيها "ولا حتى في مرعى بقرة"،
مضى ما يزيد عن خمسة وسبعون عاما سجلت فيها "العصابة المجرمة" كل أنواع الانتهاكات "للقانون الدولي" كم هائل من الاجرام والمجازر وإرهاب "الدولة" مورس علينا طول تلك السنوات، ونحن طيلة ما يقارب القرن من الزمان نطالب عصابة متعطشة للقتل بالامتثال "للقانون الدولي " واليوم وبعد ثمانية وثلاثون يوما أو يزيد من الإبادة الجماعية في غزة لا زلنا نطلب أيضا منها الامتثال للقانون، وأي قانون؟ القانون ذاته الذي منحها أرضنا وأجاز لها قتلنا، "القانون الدولي" الذي منحها شرعية باحتلال دولة لا حق لها فيها فلا "عصابة الكيان " ولا "المجتمع الدولي" وقانونه له الحق ان يعطيه أرضنا ولا حق لاحد كائنا من كان أن يتنازل عن كرامتنا وشرفنا، ولكننا اعتمدنا على ال"القانون الدولي" وصمتنا وصبرنا، وظننا أن العدالة ستأخذ مجراها يوما ما
بعد ذلك كله لا نزال مطالبين أن نعبر عن غضبنا بالطرق الدبلوماسية، ان نحتج ونشجب بأدب و وأن نصمت كتلاميذ في الصف المدرسي نرفع أيدينا لنتقدم بملاحظاتنا أو شكوانا عندما يؤذن لنا، أن نصمت على جرائم عصابة دموية مقرفة وان نشاهد عرضنا وشرفنا وكرامتنا تستباح في بث حي و مباشر وان نجلس أمام الشاشات كمن يشاهد مباره كرة قدم، أكثر ما يستطيع فعله هو التوجه بأقواله و ردود افعاله للشاشة، يوجه انتقاده للاعبين عبر الشاشة ، يشتم الحكم ويلعن القدر بأعلى صوته ولكن ليس خارج حدود غرفته وهو في قرارة نفسة يعلم أن لا أحد منهم يسمعه، ولا أحد يعيره أي اهتمام ، يعلم أن رأيه وعدمه سيان ،لا نزال نشجب وندين ونعرب عن القلق و الغضب بقوانا الناعمة ومصطلحاتنا القانونية ،وبكل ما يمتلك العربي من فصاحة ولباقة ، لازلنا نتوجه لما يسمى المجتمع الدولي ومنظماته لينصفنا بكل خجل ووجل.

ولا تعتقد أيها القارئ ان هناك أكثر من مجتمع دولي وأننا هذه المرة توجهنا للمجتمع الدولي الآخر لا فهو مجتمع دولي واحد وهو وليس غيره المجتمع الدولي الذي "وضع القوانين " التي جعلت من حثالة الأرض دولة وهو ذاته الذي خطط و مول وساند عصابة الاجرام وفرضها علينا فرضا وأقام كيانا لكل ما يتناقض مع قوانين الدول وصنوف الإنسانية على أرضنا وهو نفسه الذي غطى جرائمهم على مدي أكثر من خمسة وسبعون عاما. ولا يزال يطالبنا بضبط النفس والتحلي بالصبر ويمنينا بأن هنالك قانون دولي وأن علينا الوثوق به

انا اليوم لا ألوم أحد ولا أتوجه بالنقد لأحد ولكنني أسجل شهادة للتاريخ وكلمة ألقى بها ربي وأبرأ بها ساحتي وأعلن قبل ذلك أنني لا أنوب عن أحد ولا أتكلم باسم أحد، وان كنت أعلم أن ملاين العرب والمسلمين وكثير من الشرفاء في العالم يشاطرونني غضبي وربما أكثر ولكنني أريد أن أسجل موقفي فقط لذا أستعير من الشاعر الراحل محمود درويش "سجل أنا عربي " وأقول:
سجل أنا عربي ولا أعترف بعصابة الاحتلال، سجل أنا عربي لا أتنازل عن ذرة من تراب القدس ، سجل أنا عربي لا اتنازل عن شبر من البحر الى النهر، سجل أنا عربي أرفض كل أشكال التطبيع، سجل أنا عربي لا أعطي الشرعية لواحد من عصابة الاجرام الهمجي، سجل أنا عربي لن أقبل بدية الأطفال، سجل أنا عربي ولي ثأر وأعرف غريمي، سجل أنا عربي أعلن عدائي للعصابة المجرمة على الملء، سجل أنا عربي كفرت بالقانون الدولي وبمجلس الأمن وبمحكمة الجنايات الدولية وباتفاقية جنيف الرابعة وبكل مصطلحات التضليل والكذب تلك
سجل أنا العربي لا يسمعني أحد، سجل أنا عربي لن أثق بأحد






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد