الصواريخ ليست كلمات .. وهذا الموت حقيقيّ!

mainThumb

24-12-2023 03:13 AM

(قال)، توم وايت مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، السبت، إنّ جيش الإسرائيلي يأمر الناس بالانتقال إلى مناطق تشهد غارات جوية وليس هناك مكان آمن، ولا مكان يذهبون إليه، وإنّ الناس في بشر وليسوا أحجارًا على رقعة شطرنج. و(قال) أمين عامِ الأمم المتّحدة (هل هي متّحدة فعلًا؟ وعلى ماذا)، و(قالت) اليونيسف، و(قال) المسؤولون، والوزراء، والحقوقيون، والشّعراء، والتّجار أيضًا. الكل يقول.. دونَ أن يُحرّك ساكنًا، والعدوان على غزّة ليسَ قولًا!، الصواريخُ ليست كلمات، وجيشُ الاحتلالِ ليسَ جُمَلًا في بيان، والنّاسُ الذينَ في غزّة.. وفي الشّاشات "قتلى حقيقيون".
هكذا ببساطة.. يقفُ ملياراتٌ من "البشر" يتفرّجون وفي أحسن الأحوال يقولون، فيما "كيانٌ لقيط" يفعل ما يشاء، ويهدم العالمَ "المتحضِّر" كلّه على رأس ساكِنيه، ويقوّض لهم كلّ ما بذلوا من جهدٍ لرسمِ صورتهم الإنسانيّة المزيّفة كصورةٍ مثاليّة، وعلى دول "العالم الثالث" تمثُّلها واقتباسها والسّعي للتشبُّه بها.
يقتربُ العدوان من الشّهر الثالث، هل كانَ أحدٌ يتخيّلُ أنْ يصبحَ عاديًا كلّ هذا الموت؟.. وأنْ تصبحَ الجُمل معادةً، والكلامُ مُكرّرًا.. منذُ ثلاثةِ أشهرٍ يُردّد الجميع "لا مكانَ آمن في غزّة"، منذُ ثلاثةِ أشهر صدرت آلافُ البيانات التي بدأت بــ"نطالبُ المجتمع الدّوليّ..."، الكلُّ يطالبُ الكُل، والكلُّ جزءٌ من هذا المجتمع الدّولي، ولكنّ الحقيقة التي أدركناها عمليًا أنّ كلّ المجتمع الدوليِّ صُوَرِيُّ، وأنّ الذين يقودُون هذا العالمَ كلّه، وهم الذين يعطون التعريفَ لكلماتٍ مثل الحقّ والإرهاب والحقيقة وإلخ.. هُم عصابة من المجانين المُنحازين لتجربتهم الاستيطانيّة الاستعماريّة، حينَ قاموا على جثّة "الهنديِّ الأحمر"، كما قامت دولة الاحتلال على جثّة الفلسطينيّ. هل هناكَ عاقلٌ يمكن أن يُشكّك بهذه النتيجة؟.. المنطق يقول لا. لكنّ منطق هذا المجتمع الدوليِّ مُعوَجٌ لدرجة أنّه ما زال يرى في "أمريكا" وسيطًا للسّلام!
الفلسطينيون ليسوا قطع شطرنج. نعم هذا صحيح، ولكن أيضًا الفلسطينيون ليسوا مخلوقات ورقيّة، أو شخوص في رواية مجنونٍ "يحارب طواحين الهواء"، الفلسطينيون بشر، ودمهم دمٌ حقيقيّ، وهم يُبادون بكلّ ما تحمل كلمة الإبادة من معانٍ جديدة اخترعتها دولة الاحتلال.. وإنّ مواجهة القتل الحقيقيّ بالكلام، وإنّ مواجهة الصّواريخ بالبيانات.. هو حالةُ "استهبال".. لو كانَ هذا المجتمع الدوليّ يريد أو لديه الإرادة أن يوقفِ هذا العدوان لأوقفه، لاستطاعَ بدل تشكيل تحالف "يحرسُ الازدهار".. أنْ يُشكّل تحالفًا يحمي الأطفالَ والمدنيين والبشر في غزّة، لاستطاع أن يُشكّل تحالفًا، "نأخدُ من كلّ قبيلةٍ رجلًا"، ويفتَحَ معبر رفح. لكنّ هذا العالم مرهونٌ لتلكَ العصابة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد