2024: انتصارُ الآلة على البشريّ
أقفُ على "رأس السنة" (راس العام بالدارجة المغربية)، وأفكر في الرقم الذي سيتغير خلال الساعات القادمة. ورغم أني لستُ من محبّي كتبِ التنمية الذاتية (أتجنب قول أنّي أكرهها، و أترك الكره للأشياء التي تستحق)، ومع ذلك فإني أحبّ أنْ أجلس مع "ذاتي" لنضع تقييمًا سنويّا لكل ما جرى خلال السنة. أبدأُ بالإنجازات الصغيرة وأربّت على كتفي مُهنّئةً نفسي بها ثم أمرّ للإخفاقات وأحاسبها على إهمالها وتقاعسها (أعني نفسي) في بعض الجوانب. إلّا أنني، لا أستطيع القيام بذلك هذه السنة؛ أحاول تذكُّرَ ما أنجزتُهُ خلالها فأجد حصيلة لا بأس بها من المنجزات، وألقي نظرة على الأخطاء فأجد كذلك قائمة من الغلطات التي عليّ تداركها. لكن، في ظل كلّ ما يحدث، كيف أتنصّل من الواقع ومن كل ما يحصل حولي وأُدخلِ رأسي كسلحفاة في قوقعتي، وأغلقُ عليّ وأجلسُ لأمارس طقوسي في الاحتفال بسنة جديدةٍ، كأن لا إبادة جماعية تحدثُ في بُقعةٍ ما من هذا العالم.
أتأمل الرّقمَ الذي سيتغير وأتذكر ذات طفولةٍ ساذجة، كُنّا كلما تطرقنا لموضوع "التكنولوجيا والمستقبل" في المدرسة، نتخيّل أننا حتمًا في الأعوام التي ستأتي بعد العشرين من سنوات الألفين سنركب سيارات طائرة، وكانت الفكرة في حدِّ ذاتها مُبهرةً جدًا. سنتمكن من أنْ نذهب إلى أيِّ مكان نريده في دقائق قليلة، ومن أجل أن يكون لدينا سياراتٌ طائرة فهذا حتمًا يعني أنّ البنية التحتية قوية جدًا!، وبنية تحتية قوية تعني معرفةً وتقدّمًا وتعليمًا جيدًا وبالتالي أيضًا عقولًا نيّرة وأدمغة عبقرية وباختصار إنسانًا "جيدًا"، وإنسانٌ جيّدٌ يعني عالمًا جيّدًا، عالمًا عادلًا آمنًا سالمًا للجميع وبدون استثناءات. يسهُلُ فيه العيش، والتكاثر، واللعب والدراسة وممارسة الفن والسفر والتنقل بالسيارات الطائرة.
... ثم كبرنا وتلقّت عقولنا الساذجة صفعةً مُؤلمة حين انتبهت أثناء نموّها (ونومها) أنّ العالم الذي كان من المفترض أن تطير فيه السيارات، لا تطير فيه سوى الصواريخ التي تنزل على بيوت أبرياء، ذنبهم الانتماء لبُقعةٍ أرضية مُقدّسة، ومُجاورتهم لدولٍ تملك كل مقوّمات حمايتهم، لكنّها تبحثُ عن حمايةً مصالحها. كلّ دولةٍ منها تقول: "أنا ومن بعدي الطوفان"، لكنّ الطوفان.. كانَ "قبلهم" هذه المرّة.
لم يكن طوفان أكتوبر ضمنَ ما توقعته دولُ العالم، عربًا وغربًا على السّواء، إذْ أفسد خططهم "الأنانية" وكشفَ ألوانهم الحقيقية، وعرّى "الفردانيّة" التي يسير نحوها العالم يومًا بعد يوم. عالَمٌ مُهَندَسٌ على أنْ يجعلنا جميعًا نفكر بفردانية "نفسي ثم نفسي"، حتى حوّلنا لآلات وأرقام. وأستحضر هنا اقتباسًا من الرواية العظيمة: "الساعة الخامسة والعشرون" لقسطنطين جيورجيو، حيث كتب في إحدى فقراتها: "لقد خلق الغرب حضارة تشبه الآلة وهو يرغم الإنسان على الحياة في صميم هذا ويدعو إلى التطبّع بطباع الآلات وقوانينها. لكنهم بذلك يقتلون الإنسان بإخضاعه للقوانين التي تُهيمن على السيارات والساعات.. إن الغرب ينظر للإنسان من الوجهة الآلية. أما الإنسان المخلوق من لحم وعظم، القادر على الشّعور بالفرح والألم فإنه غير موجود".
في هذه الرواية التي تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، ستجد أوجه تشابهٍ كثيرة مع ما نعيشه الآن، وما يجعلها حية أنها ما زالت نابضة كألم عميق في وجدان كل من عاشوا الأحداث التاريخية الكبرى في العصر الحديث، الثورات أو الحروب أو الانقلابات العسكرية القتل الجماعي وحركات الإبادة، تجعلنا نرى الحياة فوق خطوط النار وداخل أسوار السجون والمعتقلات، وفي المُدن المنكوبة والمُحاصرة، وتحت سطوة الأنظمة الشمولية التي تسحق فردية الإنسان ولا تبالي به ولا بآلامه وأحلامه.
هذا العالم الذي ستكمل كُرته الأرضيّة دورةً كاملةً حول نفسها، لا يشبهُ في أي شيء العالم الذي رسمناه في خيالنا الطفولي الذي صوّر لنا إنسانًا يركب سيارة طائرة، في مدُنٍ حرّة نقية ببنى تحتية تحفظ كرامته وتحترم انتماءه لمُجتمعه، في العام الرابع بعد العشرين من القرن الواحد والعشرين، نجحت الآلة وأخفقنا كبشر.
الإعلام العبري: حدث صعب للجيش الإسرائيلي في غزة
مهم من الداخلية بشأن عمليات التهريب
الهناندة: رقمنة 49% من الخدمات الحكومية
السيطرة على حريق في أحد المستودعات بوسط البلد
محافظة: مديريات التربية بالوزارة المقترحة ستنخفض إلى 12
القسام تعلن عن قتل 5 جنود إسرائيليين .. تفاصيل العملية
مهم من الحكومة بشأن التعيينات وإجازات الموظفين بدون راتب
السقاف: نسعى لرفع كفاءة الموارد البشرية لتعزيز محرك الاستثمار
اختتام فعاليات المخيم الكشفي السنوي في إربد
تتويج الفائزين بالنسخة الثالثة من سباق الجري
قناة عبرية: مسيرات حزب الله تهدد أمن الكيان الإسرائيلي
نائب رئيس الموساد السابق: حرب غزة لاطائل منها وتكبدنا الخسائر
اختتام فعاليات اليوم العلمي الثامن لصيادلة الزرقاء
الفئات المعفية من أجرة الباص السريع عمان - الزرقاء
انطلاق أولى رحلات الباص السريع من الزرقاء لعمان .. فيديو
تعميم من وزارتي الداخلية والعمل:الإبعاد خارج الأردن
تطورات الطقس خلال الأيام الثلاثة القادمة
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
اليرموك تفتح باب الابتعاث بشكلٍ غير مسبوق .. تفاصيل
حديث وزير الداخلية عن الخمّارات للنائب العرموطي
حقيقة تأجيل أقساط سلف متقاعدي الضمان قبل عيد الأضحى
وظائف ومقابلات ببلديات والسيبراني والآثار ومشفى حمزة والاستهلاكية المدنية
مواطن يجهّز 103 نياق لنحرها ابتهاجا بزيارة الملك للزرقاء .. فيديو
موظف سرق دفتر محروقات وحرر طلبات مزورة .. قرار القضاء
تفاصيل الحالة الجوية من الأحد حتى الثلاثاء