احتمالية تمدد الحرب أكثر من توقفها

mainThumb

25-01-2024 12:57 AM

تكشفُ الحرب الهمجية على قطاع غزة الفلسطينيّ، كل يومٍ المزيدَ من توحش هذا الكيان الصهيوني، وتجعله أكثر عريًا ووضوحًا أمام العالم، خاصة ما يُسمى بـ«العالم الحُر»، وهنا أعني الشّعوب لا الحكومات التي أصابَها العمى، ودعمَها الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها هذا الكيان المتطرّف، والذي يُعد عمليًا من مُخلفات العصور المظلمة، تخلصت منه أوروبا، التي كانت تسير إلى أوجِ التّحرر، وقذفته نحو منطقتنا العربية؛ التي ابتُليَتْ بهذا الكيان غير الشرعيّ؛ كأنّه «مولود غير شرعي»، زرِعَ في الأُسرة/ المنطقة العربيّة.

رغم الصّمت الرسميّ العالمي، إلا أن المقاومة الفلسطينية تفاجِئنا كل يوم كما تُفاجئ عدوها المتغطرس بإنجازاتٍ بطولية تسطّرها بدماء الشهداء، مُعززة صمودها وتصديها لهذه الحرب اللاإنسانيّة، والتي تحظى بدعم غربي بشع، لا يزال يرفض على رؤوس الأشهاد وقفَ إطلاقِ النار.

العملية البطولية التي نفذتها المقاومة في القطاع، وأجهزت فيها على 24 عسكريًا صهيونيًا، كانوا يستعدون لتفجيرِ أحد المباني، شكلت صدمة غير متوقعة لهذا الكيان الذي لم يعتد على مثل هذه الضربات منذ تاريخ تأسيسه الظالم، ومن المتوقع أن العملية ستشكل خلخلةً في البُنية السياسية لهذا الكيان، إلا أنّ قوى التطرف المسيطرة على قيادته، ردت بضرورةِ استمرار الحرب إلى ستة أشهر أخرى!.

قوى التطرف، التي يتربع على قمتها نتنياهو وغالانت وغانتس، لن تزيد «إسرائيل» إلا دمارًا وخسارة؛ لأن خيارها التوراتي هو قتل وتهجير الشعب الفلسطيني وإقامة إسرائيل الكبرى. والأخطر في الأمر، والذي أحيانًا يغيب عن شاشات الإعلام العربيّ والعالمي، أن هذه القيادات هي في الواقع إفراز لغالبية شعبية متطرفة، تكن العِداء للعرب، وترفض السلام وحل الدولتين جملة وتفصيلًا، بل ذهبَ هذا الشعب في تطرفه إلى أبعد من ذلك، بدلالة استطلاع للرأي أجرته مؤخرًا «الجامعة العبرية وجامعة تل أبيب» كشف أن 65 بالمئة من الشعب الصهيوني مع خيار الحرب على لبنان!.

إذن، لا مجال للشك أننا أمام «دولة»: حكومة وشعبًا عنوانها التطرف والحرب، والانتقام والقتل والمزيد من المجازر، وعلينا أنْ نكون على ثقةٍ أنّ ما تُظهره شاشاتُ الفضائيات من مظاهرات ضدّ الحرب على غزة، وللمطالبة بعقد صفقة لتبادل الأسرى لا تمثل إلا النسب الضئيلة، وفي إحصائيات غيرِ مؤكدة أشارت إلى أنّهم يشكلون نحو 2% من شعب هذا الكيان الغاصب، في أحسن الأحوال.

ماذا يعني هذا؟

يعني أنّ العمليات البطولية التي تسطِّرها المقاومة الفلسطينية، لن تخلخِلَ هذا المجتمع المتطرّف، بل هو مستمر في تطرفه، ويرتكب مزيدًا من الحماقات، ما يؤشر إلى أن احتماليات توسع الحرب واردٌ في أي يوم من الأيام المقبلة، فلن تبقى كرة اللّهب مقتصرة على غزة في ظل التوترات المتصاعدة في الإقليم، سواءً في مضيق باب المندب، أو جنوب لبنان، وتواجد الحرس الثوري الايراني في الجنوب السوريّ، والذي أصبح كاشفًا لشمال فلسطين التاريخية، إن فعلًا أراد التدخل، وأشك في ذلك.

في ظل هذه العقلية التوراتيّة المسيطرة على هذه الحكومة، والمدعومة من شعبٍ صهيونيّ متطرف بنسبةِ 65 بالمئة، علينا أنْ نكون حذرين، وعلينا الاستعداد لكلِّ السيناريوهات المحتملة، والتي قد تخلط كل الأوراق وتفتح جبهاتٍ مختلفة في المنطقة، وتفجّر برميل البارود مرةً واحدة، ولا أحد وقتَها يعرفُ كيف سيكونُ «اليوم التالي»!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد