على هامش لقاء العقبه

mainThumb

29-01-2024 12:32 AM

في الثامن من كانون ثاني دعاني أحد الأصدقاء إلى لقاء قيل لي أنه حزبي أي تعريف بحزب حديث الولادة ، وقيل أنه سيكون هناك حديث عن صمود غزه والشعب الفلسطيني هناك ، وتعريف الناس بهذا الحزب الجديد الذي حضر أمينه العام ، وكان الحضور لا بأس به ولكن ما فوجئنا به أنه لم يأت ذكر غزه والعدوان الصهيوني عليها وعلى عموم فلسطين الذي هو حديث العالم وليس حديث الساعة ؛ إلا على هامش السيرة من عريف اللقاء وليس من أمين عام الحزب الذي حضر للعقبة لكي يحدثنا عن قضايا الساعة ، إلا أن حديثه كان 90% منه عن السياحة وضرورة جلب السياحة الأجنبية وذهب للقول : أذهب أنا وبصحبة رجل دين معروف ومع فلان وفلان وكأنه يتحدث عن جاهة عشائرية وليس تسويق سياحي لوطن .

وباقي عنوان الحديث وكأنه يتحدث مع أهل الكهف حيث صرح بان صانع السياسة بالوطن مهتم بالأحزاب وأنه أكثر من يشجع الشباب بالمشاركة والانخراط بالعمل الحزبي بدون أن يخبرنا حضرته من الذي حارب الأحزاب ومنعها ، والحياة المدنية وأقصى جميع التيارات السياسية على مدار أكثر من خمسين عاما باستثناء جماعة الإخوان المسلمون في سنوات العسل مع كل الحكومات الأردنية إبان الحرب الباردة .
وللأسف كان اللقاء مؤشر قوي جدا وواضح على إفلاس الحياة الحزبية في الأردن  .

ونقول للحزبي المخضرم حوارك كان ضعيفا ولم تأت بأي شيء جديد ، وحتى التعريف بحزبك العتيد وبرنامجه اذا وجد له برنامج أخفقت بالتعريف به وتسويقه .
وإذا كان لقاءك وحضورك إلى العقبة حول السياحة ليس هناك أحد ضد السياحة من حيث المبدأ ولا ضد الاستثمار وإلا كان في الخندق المعادي للوطن .
ولكن كان بإمكانك بما أن السياحة هي همك وأخذت النصيب الأكبر من حديثك أن تدعو فقط القطاع السياحي والمستثمرين المحليين وتسمع أرائهم واقتراحاتهم ومشاكلهم ولكن أن تدعو لاجتماع سياسي للتعريف بحزب جديد ولا تقدم له شيئا أو قيمة تذكر فهذا أمر مستهجن .
والأكثر مأساة والذي يدل على مدى الخواء السياسي ونوعية من هم مطلوبين لهكذا أحزاب عندما احتج كاتب هذه السطور وبيّن للمحاضر أن صانع القرار السياسي في الأردن يتحمل مسؤولية هذا الخواء الحزبي والتصحر السياسي الذي يعاني منه وطننا العزيز وأن السياحة والاستثمار يا حضرة الحزبي لا تنجح إلا بوجود سياسة ناجحة تؤمن بالديمقراطية كنهج حياة وليس ديكور أمام العالم الخارجي وتحترم كل الآراء .
لكن للأسف المحاضر لم يتحدث عن قضايا الساعة محليا وإقليميا ودوليا وهو يؤثر علينا بشكل خاص نحن هنا في الأردن وأقصد العدوان الصهيوني على فلسطين وحرب الإبادة في غزه .
لقاءه كان كله حول السياحة ومثل هذا المجال له فرسانه والعارفين به قلت ذلك وغادرت محتجا بأن اللقاء غير موفق وهذا حقي ورأيي ، ولكن أحد الجهابذة أخذ يصرخ في الساحة الخارجية للقاء أمام بعض الجهات أثناء خروجي بأني ضد الدولة ونظرت إليه بإشفاق وأجبته أن الدولة للجميع أما الحكومة فهي مبروكة عليك ، ومن تريد أن يسمعوك فقد سمعوك ( يعني رسالتك وصلت) .
هذه المحصلة التي وصلنا إليها في الربع القرن الأخير وهذا الأردن في القرن الواحد والعشرون للأسف .
أتمنى من الحكومة والجهات المعنية أن تعمل كما يقول الزعيم الصيني ماوسي تونج ( دع مائة زهرة تنبت كما تشاء) بدلا من الزهور المصطنعة التي تحاول تسويقها على الشعب كأحزاب سياسية ، والحقيقة أنها أحزاب أنابيب .
آه أيها الوطن كم من الجرائم السياسية ارتكبت بحقك وباسمك البريء من ذلك ، وأنت يا وطني تبقى أكبر من الجميع ، من يقول لا ومن يقول نعم لأنك تحتوي الجميع .
ولا عزاء الصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد