هنا وهناك

mainThumb

07-02-2024 09:51 AM

جلستُ لوحدي في أحد المقاهي ؛ في الطرف الجنوبي من مدينتنا الصغيرة ، تهيأتُ لأن أفكر في حالي ، وأتحاور مع الأفكار التي تشوشُ عقلي !..
في فرانكفورت ينحصر حديثي مع أصدقائي، جيراني المغتربين ، أو بعض الجيران الألمان، تقريبا حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، خالد بن الوليد والأمير عبدا لقادر ، برّ الوالدين ، فلسطين الحبيبة والزيارات العائلية في شهر رمضان الكريم !..
أما هنا يكاد حديثنا ينحصر حول النظام، نظافة الشوارع، الوقت؛ الذّي هو أثمن شيء في ألمانيا، وهو عندنا فائض بدون أي قيمة! وبالطبع لا يخلو الحديث عن الألمانيات الشقراوات، اللواتي يهمهن الحب قبل المهر!..
إني أتذكر جيدا، أول مرة اندهشت لما أخبرني جار ألماني أنه لا يشاهد التلفزيون إلا مرة في الأسبوع ولا يمكن أبدا أن يتجاوز الساعتين!...
ولما قلتُ ذلك لجاري حمودي ، لم يصدقني وقال بأني أبالغ ، فهو يشاهد أربع أفلام يوميا ، ولا ينام إلا متأخرا، فما بالك بالأوروبي الذّي يملك مئات القنوات الممتعة والفاتنة!
هناك يتحيرّ زملائي الألمان لما أحدثهم عن الزيارات العائلية ، تستطيع أن تزور عمك ، خالك أو جدّك بدون ميعاد مسبق ، وفي أي وقت شئت ، لأنهم هناك إذا رغبوا في زيارة أبائهم أولادهم أو أمهاتهم عليهم الاتصال أولا بالهاتف ، وقد ترفض البنت أن تزورها أمها في ذلك اليوم!
هنا أصدقائي تكاد تذهب عقولهم إذ قلتُ لهم أن العمال هناك في الورشة يعملون وفقط، لا حلقات ثرثرة خول كأس قهوة براس، ولا قراءة الجريدة خلال الدوام، وممنوع منعا باتّا اجتماعات الثرثرة حول كرة القدم أو حول الفتيات الشقراوات!...
هناك يرّكزون كل طاقتهم على العمل خلال أيام العمل ! هناك يدرك المرء أن التقدم والوقوف في مقدمة الأمم الشرقية والغربية لن يكون بدون ثمن... ثمن باهظ !
بالنسبة لي هناك العمل ، والأورو الّذي يمكن أن يضمن لي عيشة كريمة ، وهنا روحي وذكريات الطفولة التي تعينني على العيش المتوازن نفسياَ!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد