مدارسنا بين التربية والإزعاج
من المعلوم لدى كافة شرائح المجتمعات، وعلى مر العصور، أن الهدف من إنشاء المدارس، هو تعليم الجاهل، ونشر العلم والمعرفة في المجتمعات، حتى تكون سبباً في رقي المجتمع، وهذا هو الهدف المنشود من المدارس، وقد خصصت الحكومات الحديثة، وزارة للإشراف على هذه المدارس، وضبطتها بقوانين تتناسب وحالة المجتمع، والزمن الذي تعيشه المجتمعات، وأطلقت عليه اسم: وزارة المعارف، وبقي هذا الاسم إلى زمن قريب، حتى طرأ التعديل عليه ليصبح: وزارة التربية والتعليم، فأضافت مصطلح التربية إلى التعليم، لأن التعليم والتربية صنوان، وقرينان لا يفترقان، وعلى حد تعبير الشاعر احمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت وإن همُ ذهبت أخلاقُهم ذهبوا.
وفي مجتمعنا الأردني، انتشرت المدارس، واهتمت بها الحكومة والشعب على حدٍ سواء، فأصبح هناك مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم، وهنالك مدارس تابعة للقوات المسلحة، تحت مسمى مدارس الثقافة العسكرية، وهناك مدارس خاصة أنشأها المواطنون، كانت هذه المدارس صروح تعليم، ومنارات ثقافة ومعرفة للشعب الأردني، حتى لا تكاد ترى أميا واحداً في مجتمعنا، ولله الحمد.
(لكن): والسر كله يكمن في هذه الكلمة التي وضعتها بين قوسين، لكن طرأ على هذه المدارس أشياء، قللت من قدسيتها، منها: أنها أصبحت مصدر إزعاج للمواطنين، فعمد القائمون على هذه المدارس، وأقصد بهم الهيئات التدريسية، والإدارية، إلى وضع مكبرات الصوت، ليُسمعوا الطلبة ما يريدون إسماعهم من توجيهات، في الطابور الصباحي، والطابور المسائي في الفترات المسائية، وهذا أمر حسن، وذلك لزيادة عدد الطلاب في كل مدرسة، فيصعب على المعلم إيصال صوته إلى هذه الجموع المحتشدة في ساحات المدارس الواسعة.
(ولكن) ... هذه الكلمة التي وضعتها بين قوسين، وتكررت مرتين، تعني الأشياء الطارئة على الأصل، الذي أنشئت من أجله المدارس، فبدل أن تكون وسيلة إيجابية في المدرسة، انعكست فطرتها، وزاد استخدامها لتصبح هذه الزيادة هي مقصودي من هذا المقال.
يعمد القائمون على أغلب هذه المدارس لرفع جهاز مكبرات الصوت إلى أعلى مستوى، يرفعون من خلال هذه المكبرات: السلام الملكي، والنشيد الوطني، والكلمات الصباحية للطلاب، وبعض آيات من كتاب الله، ثم التوجيهات الإدارية للطلاب، والطابور الرياضي، يتخلل ذلك كله: زجر المعلم لبعض الطلاب المخالفين، ويتضمن هذا الزجر بعض الألفاظ التي تصدر من المعلم، ينبو سمع المواطن عن تلقيها، كما يتم توجيه الطلاب إلى تطبيق بعض الحركات الرياضية في الطابور الرياضي، وكل ذلك بصوت مرتفع جداً، كان هذا الصوت المرتفع سبب إزعاج للمواطنين القريبين من هذه المدارس، وفي المواطنين المرضى، وكبار السن، وغيرهم ممن يتأذون من الصوت المرتفع.
وأزيدكم من الشعر بيتاً هو: أن بعض هذه المدارس تكون قريبة من بعض، لا يفصلها إلا سور المدرسة، وأقصد بذلك مدارس الذكور، ومدارس الإناث، وكلا المدرستين تتزامنان في نقل الإذاعة المدرسية الصباحبة والمسائية، فتختلط أصوات المدرستين، بحيث تكون كل مدرسة مصدر تشويش على الأخرى، وبهذا يذهب الهدف المنشود من مكبرات الصوت، ولا ينال المواطن إلا حظه من الإزعاج والتشويش:
أما الصباحية: فتذهب بالنوم من أجفان المرضى، والعاملين الذين يعملون ليلاً، وتبدأ فترة استراحتهم الساعة السابعة صباحاً.
وأما المسائية: فتبدأ ظهراً في الوقت الذي تبدأ فيه صلاة الظهر، فإذا كان المسجد قريباً من هذه المدارس، لا نكاد نسمع أذانا، كما تُحدث التشويش على بث إذاعة القرآن الكريم الذي يسبق الأذان، فيتلاقى صوت القرآن الصادر من منارة المسجد، وصوت الإذاعة المدرسية التي تكون مصحوبة بالموسيقى أحياناً فلا نكاد نسمع شيئاً: كصوت الإمام في المسجد وهو يصلي بالناس، أو صوت الأذان، أو صوت القرآن الذي يجب أن يعلو على كل صوت.
ولا أرى أن الوزارة توافق على هذا أو تأمر به، وإنما هو تصرف فردي من بعض المدارس، والذي حملني على هذه الكتابة هو: توصيل كلمتي إلى المسؤولين في وزارة التربية، حتى يوقفوا هذه التجاوزات، التي زادت عن الحد المعتاد لتصل إلى حيز الإزعاج والتنفير، فإني أبلغت القائمين على هذه المدارس في المنطقة التي أسكنها أكثر من مرة، ولكن كما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.
فإذا كان المعلم سبب تشويش وقلق للمواطنين، هل تبقى له قدسية أو تعظيم في قلوب الناس الذي استفدناه من قول الشاعر:
قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
فحافظ أيها المعلم على هذه الهالة التي نُسجت حولك، ولا تجعل بعضهم يغير في مفردات هذا البيت من السعر.
ويا أيتها الوزارة الموقرة:
نناديك وكلنا أمل في إطلاق سراحنا من هذا الشبح الذي خيَّم علينا، وإطلاق سراحنا من أسر الهيئات التدريسية، التي فرضته علينا.
صحة غزّة: جميع سكان القطاع يشربون من مياه غير آمنة
العيسوي يفتتح مشاريع مبادرات ملكية في محافظة إربد
الأمير فيصل يستقبل رئيس الاتحاد الدولي للتنس
إيران تعتزم إطلاق سراح طاقم السفينة التي احتجزتها
أفضل ألوان طلاء أظافر لصيف 2024
زين راعي الاتصالات الحصري لسِباق ألترا ماراثون البحر الميت
هذا ما كشفته دراسة حديثة بشأن المحليات الصناعية
تربية الجيزة تحتفل باليوبيل الفضي ويوم الكرامة والعلم
السعودية تحذّر من حملات الحج الوهمية
الأردن يشارك بمؤتمر البرلمان العربي بالقاهرة
4 مجازر ونحو 32 شهيدًا بغزة خلال الـ24 ساعة
نتائج مميزة لفرسان الأمن العام في البطولة الدولية لالتقاط الأوتاد
أورنج الأردن توزع أرباحًا بقيمة 41.250 مليون دينار على مساهميها
بشرى سارة من الحكومة لمستخدمي المركبات الكهربائية
الجنايات تسند تهمة هتك عرض لممرض .. تفاصيل
احتجاجات أمام شركة أوبر الأردن .. تفاصيل
وزارة الزراعة تعلن عن نحو 50 وظيفة .. تفاصيل
الحكومة تعلن عن بيع أراضٍ سكنية بالأقساط .. تفاصيل وفيديو
الحكومة تبدأ بصرف رواتب موظفي القطاع العام
4 جامعات حكومية معتمدة لدى الكويت .. أسماء
فقدان الطفل عزالدين سريه في الزرقاء الجديدة
الأردنيون يترقبون نزول أسعار السيارات الكهربائية 50%! .. ماذا هناك؟
البلقاء التطبيقية تعلن عن وظائف شاغرة .. تفاصيل
أردني يسمي مولوده السنوار وبلبلة على مواقع التواصل
احتراق سيارة كهربائية ID3 على طريق المطار .. فيديو
شركة حكومية تطلب وظائف .. تفاصيل