رؤية الهلال بين افراط وتفريط
الاختلاف في الأمة ليس رحمة، وإنما نقمة، ومن أشد ما تختلف به الأمة في كل عام هو هلال رمضان وشوال، وبالتالي بدء فريضة الصوم وانتهائها، وربما خضوع ذلك الأمر في بعض الأحيان لأهواء سياسية أو عصبية لمذهب أو رأي فقهي أو مناطقية وربما لهوى شخصي للمسؤول المباشر أو الرائي.
القاعدة الشرعية التي قعّدها النبي صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، والرؤية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد صحابته من بعده والتابعين هي الرؤية بالعين المجردة، فإن غم؛ أي لم تستطيعوا رؤيته بالعين المجردة فأتموا شعبان ثلاثين يوما، ويقبل في دخول شهر رمضان شاهد واحد، وأما لشوال فشاهدين، قاعدة بسيطة تصلح لكل زمان ومكان، حددها الوحي من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى۞ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى". [النجم:5].
تطور العلم الفلكي الحديث، وبحساب دقيق بدأ يحدد ساعة ودقيقة الاقتران بين الشمس والقمر، وبالتالي ساعة تولد الهلال، قال تعالى: "خَلَقَ الْإِنْسَانَ۞ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ۞ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ". [الرحمن:5]. ثم راقب قضية الرؤيا وتبين أن أقل عمر للقمر بعد الاقتران حتى يتم رؤيته 14 ساعة و48 دقيقة بالعين المجردة، و11 ساعة و42 دقيقة بالتلسكوب، وإذا كان عمر الهلال أقل من ذلك فلا يمكن رؤيته لا بالعين المجردة ولا بالتلسكوب، ويجب أن يمكث الهلال بعد غروب الشمس على الأقل 29 دقيقة، وأقل مسافة بين الشمس والقمر 7.6 درجة، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الطقس من غيوم وغبار وغيرها.
فنشأ في الامة فريقان، مُفْرِط لا يقبل بالحساب الفلكي ويعتبره بدعة، فإذا جاء من شهد برؤية الهلال رغم أن الحساب الفلكي بين استحالة رؤيته، أخذوا بشهادته باعتبار أننا أمة لا تعتمد الحساب، رغم أن الرؤية ظنية (يمكن أن يشوبها الكذب أو التوهم) والحساب قطعي، فيقدمون الدليل الظني على الدليل القطعي، وتعصبوا لرأيهم، وعلة دخول الشهر بالرؤيا وليس بالشهادة، فإذا كانت الرؤيا مستحيلة! فكيف تقبل الشهادة؟
وفريق مُفَرّط يقبل بالحساب الفلكي وتولد القمر دون الرؤيا البصرية، فمجرد تولد القمر أعلن دخول الشهر ولم يدعوا لتحري رؤية الهلال، فلا شاهد ولا شاهدان، وجاؤوا بمصطلح جديد الرؤيا الفلكية القائمة على الحساب، وأدلتهم في ذلك أن علة استخدام الرؤيا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عدم معرفتهم بالحساب الفلكي، وعندما عرفت الأمة ذلك سقطت علة الرؤيا، رغم أنه لا اجتهاد مع النص، فعمدوا إلى اعتماد أحاديث ضعيفة، وتفسيرات لعلماء متأخرين لنص صحيح ما قال به سلف الأمة، وتعصبوا لاجتهاداتهم، أما وسعهم ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين من بعده.
وخير الأمور أوسطها، وهو تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤية البصرية للهلال، مع الأخذ بالحساب الفلكي في حال نفي إمكانية الرؤيا فقط، فيصبح هناك حالتي توافق وحالتي اختلاف، التوافق في حال بين الحساب الفلكي بإمكانية الرؤيا وتمت الرؤية البصرية، وفي حال بين الحساب الفلكي عدم إمكانية الرؤيا ولم تتم الرؤيا، أما في حالتي الاختلاف؛ فإذا بين الحساب الفلكي إمكانية الرؤيا ولم تتم الرؤيا بسبب حالة الطقس مثلا، فتقدم الرؤيا على الحساب، لوجود نص قطعي الدلالة والثبوت(حديث النبي صلى الله عليه وسلم)، وفي حالة بين الحساب الفلكي عدم إمكانية الرؤيا، وجاء شاهد بأنه رأى، ترد شهادته لأنه إما كاذب وإما متوهم، الأمر بكل هذه البساطة، نطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم وخصوصا في أمر العبادة فهي وقف لا اجتهاد ولا زيادة ولا نقصان فيها، ويطبق الدليل القطعي بالحساب الفلكي على الدليل الظني لشهادة الرائي، لأن علة دخول الشهر بالرؤيا لا بالشهادة.
وفي رمضان هذا، بين الحساب الفلكي بأن القمر قد تولد ولكن لا يمكن رؤيته لا بالعين المجردة ولا بالتلسكوب، وبالتالي من يعتمد الحساب الفلكي اعتمد الاثنين أول شهر رمضان، ومن اعتمد سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالرؤيا انقسم إلى فريقين، أحدهما قبل شهادة الرؤيا وهي غير ممكنة، فقدم الشهادة الظنية على الحساب القطعي، فأعلن الاثنين أول شهر رمضان، وهناك من لم تتحقق الرؤيا لديه وقد توافق ذلك مع الحساب الفلكي فعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فإن غم عليكم أتموا شعبان ثلاثين يوما، فأعلنوا رمضان يوم الثلاثاء، وهم الأقرب إلى الصواب، بل هو الصواب بعينه(الأردن وليبيا وعُمان والمغرب)، أما رؤية الهلال في مساء يوم الاثنين كبيرا فهذا أمر طبيعي لأن عمر الهلال كبير 30 ساعة، ولا يدل على أنه ابن ليلتين، وهنا تحققت سنة النبي صلى الله عليه وسلم برؤية الهلال بالعين المجردة فدخل الشهر الفضيل، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعله الله شهر نصر وعزة وتمكين للأمة والمجاهدين في غزة وكل بقاع المسلمين.
مستشار أميركي: التخطيط جار لتشكيل قوة دولية في غزة
الأمم المتحدة تدعو لفتح جميع معابر غزة
الاحتلال يزعم أن حماس قادرة على الوصول لمزيد من جثث المحتجزين
أنشطة وفعاليات متنوعة في عدد من الجامعات
وفد رسمي يزور ألمانيا للاطلاع على تجارب إدارة النفايات
فريقا اتحاد الرمثا ودوقرة يتصدران دوري الدرجة الأولى لكرة القدم
افتاح مسجد الفتح لواء الأَربعين في الجيش المصطفويّ وأبعاده النبيلة
افتتاح دورتي تصميم الأسنان الرقمية وبرمجة الإكسوكاد في الكلية العربية للتكنولوجيا
ترامب يلوّح بعودة القتال في غزة إذا لم تلتزم حماس
فريق الجزيرة يعزز صدارته لدوري الرديف
معهد الإدارة المحلية ينظم دورة جونيبز لبلديات إربد
منتخب الناشئات يخسر أمام نظيره الصين تايبه
القطاع الحكومي يعلن عن برنامج توظيف شامل .. رابط
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
رئيس مجلس أمناء الكلية الجامعية للتكنولوجيا يلتقي الهيئة التدريسية
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
اكتشاف جيني يمهد لعلاج جذري لمرض السكري
اليرموك تقفز 400 مرتبة في تصنيف التايمز العالمي 2026
لجان وكتل نيابية ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
من هو رئيس مجلس النواب المقبل .. أسماء
الهاشمية تنظم مؤتمرها الطبي الدولي الثاني حول الذكاء الاصطناعي