لماذا خلق الله أثداء للذكور

mainThumb

14-03-2024 10:41 PM

كلنا نعلم أن الله خلق للإناث أثداء لإرضاع أولادهن عند الولادة لمدة حولين كاملين (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة: 233)). ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن وخصوصا لمن يستخدم عقله في التفكير في خلق كل شيء وخلق السموات والأرض (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران: 191)) هو: لماذا خلق الله للذكور أثداء أيضا (وهذا السؤال سألني إياه نفس الجار الذي ذكرته في مقالتي التي سبقت هذه مباشرة ابو محمد العبادي خلال جلوسي معه في بيت أجر شقيق زوجته) رغم أنهم لا يقومون بإرضاع الأولاد كالإناث؟!. أمر غريب، لم نفكر به، إلا ربما بعض الناس الذين يفكرون في خلق أنفسهم كما قال تعالى (وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (الذاريات: 20 و 21)).

بعد التفكر والتمعن بذلك، تذكرنا قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). فإن زوج آدم عليه السلام خلقت من نفسه فلا بد أن تكون تشبهه تماما وبمواصفات لها تكمل ما عنده من نقص لإستمرار ذرية بني آدم إلى ما يشاء الله.

فدور الأثداء عند الإناث تختلف عن دورها عند الرجال إلا أن أساسها من عند الرجل (لأن الله خلقها منه أي نسخة عنه نوعا ما) كما ذكرنا آنفا هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى سمعنا بحالات محددة جدا حدثت بين البشر قد تم تحويل ذكر إلى أنثى بناء على رأي الأطباء المختصين وبعد الفحص الدقيق (بسبب ظهور على ذلك الشخص الذي ولد ذكرا صفات ومواصفات الإناث أكثر من صفات ومواصفات الذكور رغم أنه ذكر) والعكس صحيح قد تم تحويل أنثى إلى ذكر بناء على رأي الأطباء المختصين وبعد الفحص الدقيق (بسبب ظهور صفات ومواصفات ذكورية على تلك الأنثى أكثر من صفات ومواصفات الإناث رغم أنها أنثى).

فلو لم يكن هناك أثداء للذكر كيف يمكن المتحول من ذكر لأنثى أن تنميا ثدياه ويقومان بإرضاع الأولاد إذا كان مهيئا لذلك؟!، وهذا المثال أكبر دليل على التشابه الكبير في الخلق بين الذكر والأنثى.

وهذا التشابه الكبير في الخلق الذي شجع بعض أصحاب "نظرية الجندر" من العلماء الأجانب والتي كتبنا عنها سابقا ينشرون عنها ويحاولون تغيير خلق الله الذكر لأنثى أو الأنثى لذكر وفق رغبة الأشخاص وبفعل تأثير الشيطان عليهم وليس بسبب طبيعة تكوين الذكر أو الأنثى فسيولوجيا عند خلقه من الله، قال تعالى على لسان الشيطآن (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (النساء: 119)). وبفعل الشيطان كما جاء في هذه الآية نشاهد ما يحدث من عمليات تجميل كما يسمونها غير ضرورية لبعض الإناث والذكور يغيرون فيها خلق الله كما يشاؤون وليس وفق الضرورة الربانية لعبرة عند الله سبحانه وتعالى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد