هؤلاء هم أصحاب الأرض

mainThumb

25-03-2024 09:44 PM

أهل غزة لم يتسلل إلى نفوسهم في يوم اليأس من حتمية النصر ودحر الاحتلال الصهيوني وإنهاء الحصار الجائر منذ ما يربو عن ستة عشرة عاماً، ذاق فيه الغزيين الأمرين في تقنين الاحتلال الإسرائيلي دخول المواد الغذائية والحيوية التي يحتاجها القطاع و بعد السابع من أكتوبر اشتد الحصار وتطور إلى تجويع متعمد الهدف منه تفريغ القطاع من سكانه وشطره نصفين، تمهيداً إلى التهجير وإعادة بناء المستوطنات التي تم تفكيكها في عهد رئيس الوزراء الأسبق شارون.
منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى القطاع بخاصة إلى الشمال ومدينة غزة، يشي بدخول الفلسطينيين دائرة الجوع والعطش، وفقد الأمل من العيش في القطاع ليكون التجويع أيضاً أداة لإذلال المواطنين الغزيين ولإشباع غريزة الانتقام من جميع أهالي القطاع وليس فقط المقاومة الفلسطينية، لذا تدرك المقاومة المخطط الذي تهدف إليه حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة من وراء استمرار الحرب وإعمال القتل والتدمير والتجويع الممنهج، والإشارة إلى ورقة الأسرى التي تمتلكها المقاومة لن تكون من السهولة بمكان التنازل عنها، إلا وفق شروط المقاومة وهي إيقاف شامل وكامل لإطلاق النار ورفع الحصار وانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج القطاع، ثم البدء في تبادل كامل للأسرى.
وما تداولته وسائل الإعلام العالمية عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية إنشاء ميناء بحري لتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، إضافة إلى الإنزال الجوي للمساعدات، لا يمكن أن تغطي حاجة سكان القطاع إلا النذر اليسير، ومع الصمود الأسطوري الذي يبديه الغزيون رغم سقوط أكثر من ٣٠ ألفاً من الشهداء واكثر من ٧٠ ألفاً من المصابين وآلاف النازحين والذي أثار إعجاب العالم لم يفت في عضدهم، بل زادهم صموداً وإصراراً على البقاء، ورفض أي محاولات خبيثة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمه لتهجيره تمهيداً لسيطرة الاحتلال على أرضهم وإقامة مستوطنات له والقضاء على المقاومة الفلسطينية، ولسان حال غزة يقول للعالم، سنبقى في أرضنا فنحن أصحاب هذه الأرض ونبته الأصيل الطيب، لسنا عابرون بل نحن متجذرون في أرضنا وسمائنا وماءنا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد