شعاع عابر

mainThumb

30-03-2024 02:30 AM

كَم مِن الأوقاتِ أدركَتنا و سارت بِنا الليالي لنَمضي وفي قُلوبِنا أصداءُ لكلام شخص قد عَبر خِلالنا وليس من أمامِ طريقِنا، أتتساءلون كيف يعبُر فينا وليسَ بمُحاذاتِنا، هذا هو الشخصُ الذي يتقمسُ جميع شخصياتِنا ليشعُر بِها، الذي يضَع نفسهُ في أماكِننا و مواضِع أحزانِنا و تحدياتِنا لأنفُسِنا، هو من يُضمد الجرحَ و يُنسي الألم، ويُذهب الخوف العالق فِينا، يُرتب أفكارُنا المُبعثرة، ينسِج لنا الفُرص التي قطعنا مِنها الأمل، يصنع حُلماً جديداً غير الذي قد ماتَ و إندثَر، يُطابق الروح في خِفتها، يتناغمُ مع أفكار توارت لأَعوام عن العالم لعدم الشجاعة بالنُطقِ بِها، في حياةِ الأغلب وليسَ المُعظم، شُعاعُ يخترِقُ الأجساد مُروراً بِها، ولكنهُ بالحقيقةِ ليس نور ثاقِب كما تظنون ، إنما شخصُ قد صادفتهُ في حياتِك لِمرة واحِدة، يُعالجُك يُرممك، يُرضيك، يقتطف مِن كلِماتِك عَبق كَعَبق الورد، لن تحصُل على هذا بسهوله نعم يا عزيزي/تي، ستُقابل ما لم يخطُر على بالِك أصنافاً مِن البشَر حتى من الصِراعات من التخبُط و مِن التشتت الذي لا مفر مِنه، ستتحدثُ كثيراً لكن لن يفهمُك أحد، ستحاول شرح الأمر مِراراً، ستشعُر بالذنب لأنكَ قُلت و أفصحت عن ما في روحِك، ثم ليأتي هذا الشخص المُشِع و يُجردُك من أقدم و أسوأ و أجدد و أقسى و أحن مشاعِرك المدفونه بِك ، لينتزِع مِن قلبِك كلاماً قد أحتبستهُ في حُنجرتُك لسنيِن كثيرة ثُم يذهَب ، و ما السبب الذي جعلك تتكلم هكذا معَه؟ إنه أسقط نفسه على نقطِة منتصف بينَ قلبِك و عَقلِك فلم تعُد قادر على المُدارةِ أكثر، مُداراة نفسِك لا هو ، بجعلِها صامِته لمُدة قد أنهكتَ نفسَك بِها ، و قد باتَ عقلُك مُرهق بما فيه الكِفاية، إلى أن تتحرر من القيود هذه لمُجرد حديثُك معه بكُل وضوح و شفافية تامة دون إخفاء أي جُزء مِن شخصيتُك أو سوداوية مشاعرك و ظنونِك تجاهه أي شيء، الظنون التي تخاف أن تُظهرها أو حتى الكمِ الهائل، من الكلِمات التي لم تُعجُبكَ حتى عند سماعِها فضحكتُ لها بدلاً من البِكاء عليـها ، لا تُكبل نفسك بالخوف هذا ، فلنتحرر من هذا جميعاً و كَفى إختِناق .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد