الحوار بالقنوةً في يوم العيد

mainThumb

13-04-2024 05:25 PM


صباح اليوم وفي جولتنا التقليدية في مناطق بالعاصمة عمان لزيارة الاهل والاقارب في الأعياد شهدنا تلاسنا بين شابين على اولية المرور في شارع جانبي مما حدى باحدهم بان نزل من السيارة وفي يده قنوة (دبسة ) لاستكمال الحوار مع صاحب السيارة المنافسة وبعد تدخل العقلاء انتهت الحكاية دون استخدام القنوة ،
وهذا ما ذكرني بموقف محرج تعرضت له قبل عدة اعوام خلال احدى رحلاتي المكوكية الشبه يومية بين عمان وإربد لاكثر من نصف قرن ويزيد ،
وكنت احياناً احاول تغيير الطريق ولا ادري لماذا ؛هل هو تطيرا كما كان العرب قديما بالتفاؤل او بالتشاؤم لا فرق او لاي سبب عارض مفاجىء،
ومن الطرق التي اعجبتني طريق جرش الزرقاء بتعرجاتها وجمال الطبيعة التي تمر منها عبر غابات ومزارع رغم انها ذات مسرب واحد ،
واخطأت يوما في طريقي في العودة من الزرقاء -جرش إلى أربد بان سلكت طريقا آخر موازيا للطريق المالوف في الضفة الاخرى لنهر الزرقاء العظيم وأوصلني إلى بلدة (القنية )الغنية بينابيعها وأسماكها في مطاعمها المنتشرة في مزارع البلدة ،
وفي منتصف الطريق لفت نظري في احدى المستنبتات على الطريق (عصي )للبيع اعتقدت انها مناسبة كقطع غيار لمقتنياتي من الفؤوس والكريكات والمجارف والتي اعتراها بعض الخراب لعوامل التعرية والاهمال ،
ووقفت دون ان اسال عنها ومباشرة اشتريت ثلاثة منها بأطوال وأحجام مختلفة
وعندما عدت إلى الطريق الرئيسي الذي يقودني إلى جرش بعد تجاوز مجرى النهر. استوقفتني دورية شرطة في مهام اعتيادية وطلب رخصتي ورخصة السيارة ولكنه كان ينظر الى العصي على الكرسي الخلفي باستغراب وخاصة بعد ان تعرف على طبيعة عملي كاستاذ جامعي ،
وسألني لماذا كل هذه القناوي (جمع قنوة) وهي عبارة عن اداة قتال تقليدية وتسمى في بعض المناطق ( دبسة) ،
فاستغربت من السؤال وقلت له هذه قطع غيار للفأس والكريك والمجرفة التي لدي في الحاكورة
وضحك واجابني بمنتهى الادب واللباقة بانني اخطات في القياس لانها ليست للفؤوس والكريكات ويظهر انك لم تسال الباًئع عنها
وهذا ما حصل عندما اشتريتها في واقع الامر
واحسست بالحرج وأخفيتها من الكرسي الخلفي إلى صندوق السيارة وانصرفت وقمت بإهدائها لبعض الفتيان المراهقين شريطة عدم استخدامها في المعارك مع الاهل والجيران وعليهم الاحتفاظ بها كسلاح استراتيجي في غياب العقل ولغة الحوار بين البشر كالذي شهدته اليوم في احدى حارات عمان الشعبية في يوم العيد ،
وكل عام وانتم بالف خير ؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد