رحلة البحث عن الأمل: أسباب هجرة الشباب الأردني

mainThumb

19-08-2024 10:05 PM

كشف تقرير الباروميتر العربي الأخير عن حقيقة مقلقة، تتمثل في ارتفاع نسبة الشباب الأردني الراغبين في الهجرة، لتصل إلى 54% بين الفئة العمرية 18-29 عاماً. هذه النسبة المرتفعة تشير إلى وجود أزمة عميقة في المجتمع الأردني تستدعي تحليلاً دقيقاً لأسبابها وآثارها.

تتعدد العوامل التي تدفع الشباب الأردني إلى التفكير في الهجرة، أبرزها ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب. فغياب فرص العمل المناسبة يدفعهم إلى البحث عن مستقبل أفضل في الخارج. كما يساهم التدهور الاقتصادي، وارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض القوة الشرائية في زيادة الرغبة في الهجرة. إضافة إلى ذلك، فإن انتشار الفساد وانعدام المساواة يقللان من فرص النجاح للشباب الطموح، مما يدفعهم إلى البحث عن بيئات عمل أكثر عدالة.  وعلى الرغم من ارتفاع مستوى التعليم في الأردن، إلا أن سوق العمل لا يستوعب جميع الخريجين، مما يؤدي إلى هجرة الكفاءات.

إن هجرة الشباب الأردني تحمل في طياتها آثارًا سلبية متعددة على المجتمع الأردني، أبرزها فقدان الكفاءات البشرية التي تمثل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما يؤدي هذا الأمر إلى تآكل النسيج الاجتماعي، وفقدان الأردن لشريحة كبيرة من شبابه، مما يضعف المجتمع ويقلل من حيويته. إضافة إلى ذلك، فإن هجرة الشباب تزيد من الضغط على الاقتصاد، حيث يقل العرض من القوى العاملة، ويزيد الطلب على الخدمات. كما تؤدي إلى تفاقم مشكلة الشيخوخة، حيث يزيد من نسبة كبار السن في المجتمع، مما يزيد من الأعباء على النظام التقاعدي والصحي.

إن مواجهة تحدي الهجرة يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وذلك من أجل بناء مستقبل أفضل للشباب الأردني والحفاظ على كفاءاته. يجب على الحكومة التركيز على خلق فرص عمل للشباب، من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الاستثمار، وتطوير القطاعات الواعدة. كما يجب محاربة الفساد بكل أشكاله، وتعزيز الشفافية والمساءلة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تطوير النظام التعليمي ليكون أكثر توافقًا مع متطلبات سوق العمل، وتشجيع البحث العلمي والابتكار. وتوفير خدمات أفضل للشباب، مثل الرعاية الصحية والاجتماعية، والإسكان، والترفيه.

باختصار، فإن ارتفاع معدلات الرغبة في الهجرة بين الشباب الأردني يشكل تحديًا وجوديًا يتطلب معالجة جذرية لأسبابه، والعمل على خلق بيئة جاذبة للشباب تحفزهم على البقاء والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لوطنهم.

 

اقرأ أيضاً :



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد