الفهد وصغير البابون والقيم الانسانية
يونس الكفرعيني
يفترس الفهد انثى البابون، ويصعد بها إلى عرينه أعلى الشجرة، ليتناول وجبته الدسمة، ليتفاجئ بتشبت صغيرها برجلها، والذي يبدو أنه حديث الولادة منذ ايام، لصعوبة قدرته على المشي أو النهوض. تنحرف الغريزة المتوحشة في كيان الفهد الشرس، وتخبو أنياب القسوة والغلظة فيه، لتظهر صورة لم نألفها في مشاهد البرامج الوثائقية التي تصف حال الصراع بين وحوش البرية وضعافها.
يلتقط الفهد (حديث الرحمة) ذلك الصغير الضعيف بكل رفق وحنان، بذات المخالب التي مزّقت أمه منذ لحظات، يثبته على أغصان الشجر، ويحتضنه ويتحسسه، ويتلحسه لينظفه ويعتني به.
يتبادر بذهن كل من شاهد هذا المنظر الفريد، ويتسائل بعين الدهشة حول ما يحاول الفهد أن يقوله لهذا الصغير، هل يعتذر له؟ أم يحاول مواساته متذرعاً بحجة الغريزة والطبيعة والأحكام القاسية، التي فرضتها شريعة الغاب، هل يحاول طمأنته حول مصيره الذي كاد أن يكون محتوماً بين أنيابه الحادة؟
ما يهم هنا، والسؤال الأكثر إلحاحاً ويحتاج الى إجابة، هل يمكن وصف ما حدث ومن باب التشبيه بأنه حدث "انساني"؟
لعل كاتب السيناريو وهو يروي هذا المشهد غير المتوقع من مشاهد شريعة الغاب المألوفة، أن يغير رأيه في وصف المشهد بـ "الإنساني"، خصوصاً حين أدعوه إلى رؤية ما يحدث في عالم الإنسان والمجتمعات البشرية اليوم، وكيف أصبح الانسان وبشكل مجرد واضح فاضح، يتجاوز في وحشيته وقسوته وجبروته أعتى الوحوش وأشرسها، مخافة أن يلصق تهمة غير لائقة بهذا الفهد، أو أن يضاعف من وصف وحشيته التي هي بالضرورة من صفات من هم في أعلى هرم السلسلة الغذائية.
ما نراه اليوم من صمت كوني، تجاه أقسى المشاهد وأكثرها دموية على الإطلاق في التاريخ الإنساني المعاصر، يتجاوز البربرية والهمجية في أدق معانيها وأوضح أشكالها، شعب كامل يكافئ بعد حصار امتد إلى ما يقارب عقدين من زمان، بحرب ضروس شرسة لا تراعي أبسط الحقوق ومتطلبات الحياة البشرية، بل ويعامل بدونية تفوق دونية أهون المخلوقات وأحقرها.
قتل مفتوح مشرعن مدعوم على مستوى الأمم والقوى العالمية، يجسّد للتاريخ والأجيال القادمة، فشل المفهوم "الإنساني" في احترام إنسانية الآخر حتى لو كان عدوه، ومع أن الحروب لها أسباب وأهداف، لكن لها أيضاً أخلاق وقيم وضوابط، أما في حالة الكيان الوحشي الغاصب، الذي بُني على ما أنجزته العصابات، والوعود غير الشرعية، بين من لا يملك لمن لا يستحق، يقوم بجرائمه الممعنة في قتل الروح الإنسانية في قطاع غزة بشكل خاص، وعموم الأبرياء في الضفة الغربية وجنوب لبنان.
أتمنى لو يذهب المختصون في علم التوصيف والتسميات، لأن يختاروا للبشر مصطلحاً يمثل واقعهم اليوم، ويضعهم في منزلتهم التي يستحقونها؛ فهم إما قتلة على مستوى الدول كدولة الكيان المزعوم ومن يدعمه بالمال والسلاح والدفاع، وإما دول لا حول لها ولا وقوة تكتفي بالمشاهدة والتحسر على أمجادها وحضارتها التي سادت لقرون. وإما شعوب متغافلة منشغلة بمتطلبات الحياة والترفيه، سواء أكانوا من بني جلدتهم وعروبتهم، أو من شركائهم من سكان كوكب الأرض.
في نهاية المطاف، تبقى أسئلة القيم الإنسانية ملحة، في عالم يبدو فيه الفهد أكثر إنسانية من بعض البشر.
لاعبة عربية تدخل قوائم المرشحين لجوائز فيفا
جدول السعرات الحرارية في كل جزء من أجزاء الدجاج
إسرائيل تهاجم مذكرات توقيف تركية بحق نتنياهو
الهلال يهزم النجمة برباعية ويصعد ثالثاً
سائق أنجلينا جولي يوضح تفاصيل اعتقاله في أوكرانيا
بلدية إربد تواصل تنفيذ خطتها لتعبيد الطرق
روسيا تسجل زيادة في إنتاج النفط الخام
زراعة الكورة تدعو لاختيار أفضل الطرق قبل نقل الزيتون إلى المعاصر
تنكة زيت الزيتون إلى ارتفاع والسعر يستقر عند أرقام قياسية .. تفاصيل وفيديو
وزير البيئة يعقد لقاءات على هامش مشاركته بمؤتمر COP30
وزارة الإدارة المحلية تختتم مشروع نظام الشراء الإلكتروني في الوسطية
الأردن يعزز شراكته مع صندوق المناخ الأخضر
وزير البيئة يلقي كلمة الأردن في مؤتمر الأطراف COP30 في بيليم
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
مدعوون للتعيين في الإحصاءات العامة .. أسماء
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
إعادة تصدير أو تفكيك 1896 مركبة في الحرة
توجه لرفع تسعيرة الحلاقة في الأردن
نقيب المعاصر يكشف سبب ارتفاع سعر الزيت وموعد انخفاضه
نشر نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة الصحة
وظائف شاغرة في أمانة عمان .. رابط
80 راكبا .. الدوريات الخارجية تضبط حافلة على الصحراوي بحمولة زائدة
الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي: الحلم المؤجل لآلاف المتقاعدين
تعديل ساعات الدوام الرسمي في جامعة اليرموك- تفاصيل
إربد تحتفي بذهبها الأحمر في مهرجان الرمان .. صور وفيديو
مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة .. تفاصيل



