وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمعات

mainThumb

12-12-2024 09:52 PM

ألقت الثورة الصناعية الرابعة بظلالها على كافة نواحي الحياة، وسهلت حياة الناس بشكل كبير في كافة مجالات الحياة، كان من أبرزها الثورة التقنية في مجال الحواسيب والبرمجيات واستخدامتها المختلفة التي شملت كافة نواحي الحياة. ويعتبر أهم ما تميزت به ثورة تكنولوجيا المعلومات الرقمية وما أفرزته من ثورة في البيانات وإنترنت الاشياء ووسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي وأخيراً الذكاء الصناعي (الأصطناعي).
وكما هي عادة كل شيء في هذه الحياة وكل المخترعات والصناعات لها من الفضائل والمثالب الكثير وحسب استخداماتها. فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي قاعدة بيانات ضخمة ومهمة حول الأشخاص واهتماماتهم وصفاتهم ومعلوماتهم الشخصية. فمن جانب فقد جعلت حياة الناس أسهل بكثير من ذي قبل باستخدام تلك التطبيقات، وخاصة في عملية الاتصال التي مكنت الناس من التواصل بشكل فوري وسريع، وألغت الحدود بين الدول والقارات فيما كانت سابقًا تستغرق وقتاً طويلاً وتتكلف أموالاً كثيرة. أما في الوقت الحاضر، فقد أصبحت عملية الاتصال والتواصل متاحة للجميع وبأقل التكاليف من خلال ما يعرف بالتطبيقات الذكية التي وفرتها الثورة الرقمية، واتاحت للمستخدمين كمية هائلة من المعلومات والبيانات عن كل شيئ، ووفرت عليهم الكثير من الأموال التي كانت تصرف على عملية جمع البيانات وفي عملية الاتصال.
ومن جانب أخر فإن الاستخدام الخاطئ للشبكة العنكبوتية وبالذات مواقع التواصل الاجتماعي فقد عملت على هدر وقت مستخدميها، وساهمت بشكل كبير في نشر معلومات وبيانات غير دقيقة وكاذبة وإشاعات دون رقيب أو حسيب، بالإضافة إلى نشر الرذيلة من خلال المواقع الاباحية المجانية، ناهيك عن أنها أستخدمت وسيلة مهمة للنيل من أي شخص أو مؤسسة وتشويه السمعة وصورة المؤسسات والأفراد لدى المجتمع. وأصبحت من أهم الأدوات لدى الدول والمؤسسات الأمنية التي شكلت بها وحدات خاصة تقوم بدراسات علمية ونفسية واجتماعية للحصول على المعلومات حول المجتمعات والأفراد والمؤسسات والدول بهدف معرفة اهتمامات تلك المجتمعات ومهاجمتها إلكترونياً وبث معلومات مغلوطة وكاذبة موجهة لمواطني تلك الدول لإثارة البلبلة والقلاقل لتنفيذ أجندات لاهداف واغراض خاصة بها.
والأهم في هذا الأمر أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أداة مهمة في طمس الحقائق وتشويهها ونشر التفاهة والسخافات، والنيل من القدوات في المجتمع ورفع التافهين وتصويرهم على أنهم قدوة المجتمع مستهدفين الأشخاص ذوي الثقافة الضحلة وخاصة الشباب وصغار السن الذين لا يستطيعون تمييز الغث من السمين. وها نحن نرى بأم أعيننا كيف يكرم التافهين ويرفع من شأنهم ويتجاهل العلماء وأصحاب العقول النيرة ويقلل من قيمتهم، وهذا يؤكد لنا بأننا في زمن التفاهة. وعلى الرغم من كل ذلك نجد هناك من يحسن استخدام تلك المواقع والتطبيقات ويستفيد منها في التعليم والتدريب، وكذلك في التجارة الالكترونية.
ومهما كتب وقيل عن هذا الموضوع فلن ننتهي من عرض إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت فضاءاً متاحاً لكل شخص يدلو بدلوه من ينشر المعلومة الصحيحة الدقيقة، ومنهم من سخافاته المكتوبة أو المرئية التي يدنى منها الجبين، ومنهم من ينفث سمومه ويرمي قذارته على تلك المواقع ويجبر المتابعين لقراءة أو مشاهدة تلك الكتابات والوسائل المرئية التي منها ما يضيع الوقت ومنها ما ينشر السخافات ومنها ما ينشر الرذيلة هدفها النيل من الدين الحنيف وكذلك احتقار العادات والتقاليد والقيم السامية في المجتمع.

وللحديث بقية،،،

خبير تنمية بشرية وإدارية وتطوير إداري
Nawaft@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد